للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يدل على أحد شيئين وكما يقال: أحلاهما مر: إما الجهل بالإسلام، وإما معاكسة الإسلام .. أحلاهما مر .. المعاكسة واضحة جداً فيما ذكرته آنفاً من التعامل بالربا .. هل هناك مسلم لا يعلم أن الربا من أكبر الكبائر؟ لا، مع ذلك يتعامل الناس اليوم بالربا.

الآن هنا أنتم في المسجد تسابقون الإمام لِمَ؟ أنا أقول: ليست الأخرى أي: معاكسة، وإنما هي الأولى وهي الجهل بالسنة .. الجهل بأقوال الرسول - صلى الله عليه وسلم - .. الجهل كنص كمبدأ عام: «صلوا كما رأيتموني أصلي» أنتم لا أقول: أنتم في هذا المسجد وفي هذا البلد في بلاد الدنيا كلها، أولاً حضوراً في بعضها، وسماعاً من آخرين في البعض الآخر .. ما حضرت مسجداً لا في المسجد الحرام، ولا في المسجد النبوي، ولا في الأقصى، ولا في أي بلد من بلاد أخرى، سواءً كانت إسلامية أو كانت غربية، فيها جاليات إسلامية كلهم أجمعوا على مسابقة الإمام في آمين .. هذا أقلّ شيء يدل على الجهل بأقوال الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبصفة صلاته.

فأعود لأقول: عجباً من أمة تريد النصر من الله، وهم يخالفون الله في الاعتقاد في توحيده .. في عبادته .. في الأحكام الأخرى التي جاءت على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم -.

لذلك أقول ناصحاً ومُذَكِّراً: إن كنتم مخلصين وجَادِّين وصادقين، في أن ينصرنا الله -عز وجل- على أعدائنا، وبخاصة الذين احتلّوا أرضنا، فعليكم أن ترجعوا إلى ربنا، وأن تتوبوا إليه توبةً نصوحاً، ولن تكون هذه التوبة النصوح .. بالعلم النافع والعمل الصالح.

إذاً: فتَعلَّموا أحكام دينكم، ثم اعملوا بها ينصركم الله على أعدائكم، وأول عَدّو لكم هو نفوسكم القائمة في أشخاصكم.

لذلك قال عليه الصلاة والسلام: «المجاهد من جاهد نفسه» وفي لفظ: «هواه لله» فجاهدوا أهواءكم لله عز وجل، حتى نستقيم على الجادة، وحتى نكون ممن ينصر الله فينصره الله.

هذا الذي أردت التذكير به، ونسأل الله عز وجل أن ينفعنا بما نقول وبما نسمع.

<<  <  ج: ص:  >  >>