تسبق الإمام بآمين، فإنك إن فعلت ذلك أي: لم تسبقه بآمين «طابق تأمينك تأمينَ الملائكة».
أين هؤلاء الملائكة؟ لا يهمنا: سواء كانوا في الأرض .. في المسجد، ممن يحضرون على نوبتين، يتبادلون عند صلاة العصر، نوبة تطلع ونوبة تنزل.
أو كانوا ملائكة السماء، وهذا وارد في بعض الأحاديث، فإن ملائكة السماء يقولون: آمين، «فإذا وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه» فإذاً: هذه غنيمة عظيمة جداً.
لو عاش أحدُنا حياة نوح عليه السلام، ليحظى بهذه المغفرة لكان الثمن بَخْساً، فما بالك؟ القضية لا تحتاج إلى أكثر من جَمْع فِكْرٍ وراء الإمام الذي يجهر بالصلاة، وتُرَاقب وتُتَابع قراءتَه آيةً آيةً، فإذا وصل إلى آخر الفاتحة، حينئذٍ لا يبدأ بقول آمين، حتى يشرع الإمام نفسُه بآمين.
ومن الحكمة في شرعية جهر الإمام بآمين، هو: تحصيل تحقيق هذا الأمر النبوي الذي يؤدي إلى مغفرة الله عز وجل، وإلا إذا قال الإمام سرًا -كما يفعل بعض الأئمة ممن يخالفون السنة ولا يجهرون بآمين- إذا قال:«آمين» سرًا، أو ما قال: من أين نقدر نتمكن يوافق تأميننا تأمين الملائكة الذين لا يسبقون الإمام؟ لا يمكن.
لذلك من تمام التشريع: أن جُعِل من السنة جهر الإمام بآمين.
فانتبهوا لهذا الحكم أولاً، ولهذه الفائدة ثانياً، عسى أن ننال بذلك -ولو في صلاة واحدة يومًا- مغفرة الله تبارك وتعالى.