مداخلة: المعروف أننا نقتدي بالرسول - صلى الله عليه وسلم -.
الشيخ: هذه حَيْدة، نحن الآن نصلي وراء إمام، الاقتداء بالرسول ما يوجب علينا؟ أنه إذا أخطأ الإمام نتابعه وإلا نخالفه؟
مداخلة: نتابعه.
الشيخ: فإذاً: هذا هو المعروف.
مداخلة: حتى لو وَضّحت للإمام بأنه مخطئ بهذه، وبالأدلة.
الشيخ: هنا المسألة لا تتعلق بالمُوَضِّح والمُبَيِّن، تتعلق بالمُوَضَّح والمُبَيَّن له، وذلك لسببين اثنين: وهذه نقطة مهمة جداً في عصرنا الحاضر.
السبب الأول: يَهُمُّنا نحن كدعاة لاتِّباع السنة، أن كل فرد من أفراد أهل السنة اليوم إذا تعلم مسألة، يظن نفسه أنه صار إماماً فيها، وليس الأمر كذلك، لا يزال هو كما كان من قبل أمياً، جاهلاً لا يعلم شيئاً، سوى هذه المسألة الذي يريد أن يبحث فيها.
هذه المسألة سمعها من زيد من بكر من أهل العلم، واقتنع بها وبدأ يطبقها، لكن لا نظن أنه بَيّن له يا أخي السنة، وهذا الإمام ما اتَّبع السنة، فهذه الناحية تتعلق بالمُبِيِّن، أعني: أن المُبَيِّن في كثير من الأحيان لا يستطيع أن يُقيم الحجة على المخالف، خاصة في زماننا؛ لأن أهل العلم اليوم بالكتاب والسنة علماً قوياً .. نادر جداً، لكن الحمد لله دعوة السنة ماشية، والناس يُطَبِّقونها، لكن ليس كل الناس أهل أنه يُقِيم الحجة على الآخرين المخالفين للسنة، هذا فيما يتعلق بالمبيِّن.
نَرْجِع للمُبَيَّن له، المُبَيَّن له تصور أنه ابْتُلي برجل عالم فاضل لا نستطيع أن تصور الآن أن هذا المبين له اقتنع؛ لأنه في رواسب قديمة جداً، يعني: مثل مرض ليس بأول ما يعالجه الطبيب ممكن القضاء عليه، لأنه مستأصل، يحتاج استمراره في المعالجة، وبالكاد أنه يشفى ويطيب، هذا مثل المرضى في قلوبهم في مخالفتهم لسنة نبيهم.
فليس إذاً بمجرد إقامة المُبَيّن الحجة بحق مش عامة الناس، العالم، لازم نتصور