إذًا: هاللّي بيدخل المسجد يوم الجمعة يصلي ما بدا له هو ونشاطه، هو ووقته.
أما هذا الذي يقع اليوم، فهذا ليس له أصل في السنة إطلاقاً أبداً، هاللي وقع، كيف صار فيه أذانين؟
في زمن عثمان بن عفان اتسعت المدينة بسكانها، المدينة أول ما هاجر الرسول عليه الصلاة والسلام كانت شبه قرية طبعاً، انتشر الإسلام بدؤوا الصحابة يأتوا، يستوطنوا، شوي، شوي، في زمن عثمان الله يرضى عنه - يعني: خلافته - صارت المدينة ما شاء الله بلدة، عاصمة الدولة الإسلامية، فهو بدا له فكرة -ونعمت الفكرة- باعتبار أنه حتى إلى اليوم - كما تعلمون - الجمعة لا تصلى إلا في المسجد النبوي، كانوا كذلك في زمن الرسول وأبو بكر وعمر وعثمان, لكن بسبب: اتساع البنيان في المدينة صار الناس اللي بَرَّات المدينة وفي سوق ـ اسمه الزوراء ـ ما يسمعوا الأذان في المسجد النبوي فهو جعل أذان هناك، هذا فلنسميه «أذان ثاني».
لكن هذا في الواقع: أذان ثاني، باعتبار: أن الأذان الأول هو اللِّي جاء به الرسول عليه السلام، هذا اسمه:«أذان ثاني» لأنه جاء به عثمان بعد الأول, لكن هو ما جاء به إلا لتسميع الناس اللي هم في السوق أنه حضرت صلاة الجمعة يالله حي على الصلاة، وين جعل عثمان الأذان الثاني؟ في السوق ومكان معروف في كتب الحديث: الزوراء.
استمر الأمر هكذا إلى عهد هشام بن عبد الملك الأُمَوي، فهو بدا له أنه ينقل الأذان من الزوراء إلى المسجد, من يومها اختلف الوضع.
ومع الزمن صار فيه فسحة بين الأذانين شغلوه الناس بما يسمونه بسنة الجمعة القبلية, وسنة الجمعة القبلية لا محل لها من الإعراب - كما يقول النحويون - لأن الرسول في زمانه - كما قلنا لكم - في صحيح البخاري: أنه كان يخرج من بيته يطلع المنبر يؤذن بلال ينتهي بلال من الأذان يشرع بالخطبة، فما فيه كان مكان لصلاة السنة ركعتين فضلاً عن أربع ركعات, هذا هو الطريق لمن يأتي المسجد يوم الجمعة أن يصلي ما بدا له، فإذا صعد الإمام أنصت، وبس.