الثالث: عن أبي أمامة رواه الطبراني في «المعجم الكبير ٨/ ١٥٤ / ٧٥٩٧» بإسناده وقد ساقه في «نصب الراية ١/ ١٨٦» وفيه اسحاق بن داود الصواف شيخ الطبراني ولم أجد له ترجمة وحفص بن عمر - وهو العدني - قال النسائي:«ليس ثقة».
الرابع: عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يمسح على الجبائر.
أخرجه الدارقطني وقال:
«أبو عمارة يعني محمد بن أحمد بن المهدي أحد رواته ضعيف جدا ولا يصح هذا الحديث مرفوعاً».
وقد رواه البيهقي ١/ ٢٢٨ عن ابن عمر موقوفا عليه بسند صحيح ثم قال:
«هو عن ابن عمر صحيح».
وقال البيهقي بعد أن ساق الحديث الثاني من طريق الأول وأشار إلى طرقه الأخرى وضعفها كلها:
«ولا يثبت في هذا الباب شيء وأصح ما روي فيه حديث عطاء بن أبي رباح الذي تقدم - يعني حديث جابر - وليس بالقوي وإنما فيه قول الفقهاء من التابعين فمن بعدهم مع ما روينا عن ابن عمر في المسح على العصابة».
قلت: فأنت ترى البيهقي قد اعتمد في الباب على أقوال الفقهاء وأثر ابن عمر المشار إليه آنفا فلو كان الحديث قويا بهذه الطرق لاحتج البيهقي بذلك لأنه من القائلين بتقوية الحديث بكثرة الطرق ولكنه لم يفعل مع احتياجه للحديث وذلك لشدة ضعف طرقه كما بينا.
ولذلك ذهب ابن حزم إلى أنه لا يشرع المسح على الجبيرة قال ٢/ ٧٤ - ٧٥:
«برهان ذلك قول الله تعالى:{لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا} وقول رسول