للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني: عن أنس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي في رمضان فجئت فقمت إلى جنبه، ثم جاء آخر، ثم جاء آخر حتى كنا رهطا (١)، فلما أحس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا خلفه تجوز (٢) في الصلاة، ثم دخل منزله، فلما دخل منزله صلى صلاة لم يصلها عندنا فلما أصبحنا قلنا: يا رسول الله أو فطنت لنا البارحة؟ فقال: نعم وذاك الذي حملني على ما صنعت رواه أحمد وابن نصر بسندين صحيحين والطبراني في الأوسط بنحوه.

الثالث: عن عائشة قالت: كان الناس يصلون في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رمضان بالليل أوزاعا (٣)، يكون مع الرجل شيء من القرآن فيكون معه النفر الخمسة والستة أو أقل من ذلك أو أكثر فيصلون بصلاته، فأمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة من ذلك أن أنصب (٤) له حصيرا على باب حجرتي ففعلت فخرج إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد أن صلى العشاء الآخرة قالت: فاجتمع إليه من في المسجد فصلى بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلا طويلا، ثم انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل وترك الحصير على حاله، فلما أصبح الناس تحدثوا بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمن كان معه في المسجد تلك الليلة «فاجتمع أكثر» منهم وأمسى المسجد راجا بالناس (٥).

«فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الليلة الثانية فصلوا بصلاته فاصبح الناس يذكرون ذلك فكثر أهل المسجد «حتى اغتص بأهله» من الليلة الثالثة فخرج فصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله» فصلى بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العشاء الآخرة ثم دخل بيته وثبت الناس قالت: فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما شأن الناس يا عائشة؟ قالت: فقلت له: يا رسول الله سمع الناس بصلاتك البارحة بمن كان في المسجد فحشدوا لذلك لتصلي بهم، قالت فقال: إطو عنا حصيرك يا عائشة، قالت: ففعلت وبات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير غافل وثبت الناس مكانهم «فطفق رجال منهم يقولون:


(١) الرهط ما دون العشرة.
(٢) أي: خفف.
(٣) أي: متفرقين.
(٤) أي أضع في «اللسان»: «والنصب وضع الشيء ورفعه» ولعل الأول هو المناسب هنا والمراد أنه - صلى الله عليه وسلم - أمرها أن تضع حصيرا أمام الباب ويؤيده حديث زيد بن ثابت «اتخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - حجرة في المسجد من حصير فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها ليالي حتى اجتمع إليه ناس ... ». الحديث رواه مسلم «٢/ ١٨٨» وغيره.
(٥) أراد أن له رجة من كثرة الناس. نهاية.

<<  <  ج: ص:  >  >>