للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن نُرَفِّع القرآن عن مثل ذلك؛ لأنه كلام الله عز وجل، وإنما ينبغي أن يُقرأ القرآن كما قال عليه الصلاة والسلام: «خيركم قراءةً، من إذا رُئي يقرأ القرآن رُئي أنه يخشى الله» هذا خير الناس قراءةً، من إذا سمعته يقرأ القرآن تظن فيه أنه يخشى الله.

أما هذا التطريب وهذا الصعود وهذا النزول، وذاك التنغيم الذي يطلع بعض القراء: «الله، زادك الله كذا، اللهم صل على النبي» من الصياح والزُّعَاق، هذا ليس من الأدب في تلاوة القرآن الكريم أبداً, وإنما واجب المستمعين الإصغاء لما يُتلى عليهم من كتاب الله والتدبر فيه, أما هذا الصياح والزعاق هذا يصرفهم عن الإصغاء لما يُتلى عليهم من كلام الله تبارك وتعالى

الشاهد: أن قوله عليه الصلاة والسلام «اقرؤوا هذا القرآن، وتغنوا به» يُفسَّر بمعنيين فوالذي نفس محمد بيده، إنه أشد تَفَلُّتاً من صدور الرجال، من الإبل من عُقُلها.

من هذا وذاك: لا نرى شرعية القراءة في صلاة التراويح، خاصة من المصحف.

يُضاف إلى ذلك شيءٌ لاحظناه في السعودية، أن الذي يقرأ في القرآن أنه يضطر أن يأتي بالحركات, الذي يقرأ من المصحف يضطر أن يجلب حركات لا تتناسب مع الهدوء والخشوع في الصلاة، فقد جاء في الحديث الصحيح قوله عليه السلام «اسكنوا في الصلاة» يعني نصلي حينما نقف في الصلاة ينبغي أن يكون مثل الخشبة الجامدة، خاشعاً بين يدي الله، حتى لو صلى في البرية الطير بيظنه خشبة يقف عليه, أما الحركات هذه المُنَافية للصلاة، فذلك خلاف هذا الأمر النبوي الكريم «اسكنوا في الصلاة».

رأينا بعض الذين يقرؤون من المصحف، منهم من يضع المصحف تحت إبطه، ثم تراه كأنه مُغَلّل في يده لا يستطيع أن يرفع يديه كما شرع الله على لسان نبيه وفعله وعمله, ثم لا يستطيع أن يسجد سجود الرسول عليه السلام حيث كان إذا سجد جافي عن إبطيه، ولعلكم إن شاء الله تعرفوا هذه السنة، يمكن تعرفوها لكن ما تفعلوها أو إذا فعلتوها فقليل منكم يفعلها، وقليل من عبادي الشكور.

فهذا الذي يُلقي المصحف تحت إبطه، لو أراد أن يأتي بهذه السنة وقع المصحف من يده.

<<  <  ج: ص:  >  >>