هناك رواية تقول: بأن السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها كان لها عبد، فكان يَؤُمُّها وكان يقرأ من المصحف.
هذه رواية لا يسعنا إلا أن نقول الحق، من حيث ثبوتها فهي ثابتة، صحيحة الإسناد، لا مجال لعالم أن يُنْكِرها.
ولكن هذا من حيث الرواية، فما حكمها من حيث الدراية، من الناحية الفقهية؟
أولاً: نحن نقول: إن هذه الحادثة لا عموم لها؛ لأنها وقعت في البيت وقعت في الدار، نحن نتكلم عن أئمة المساجد المُكَلَّفين بأن يؤموا الناس، وأن يَؤُمّهم بعلم وليس بجهل.
ثانياً: هذا عبد ولم يكن حراً، وأحكام العبيد تختلف كل الاختلاف عن أحكام الأحرار؛ ولذلك فلا يجوز للحر أن يُنْزِل نفسه منزلة العبد، وأن يُعْطِي لنفسه حكم العبد، فالعبد عبد للعبد الذي هو عبد لله تبارك وتعالى؛ ولذلك فله أحكام في الشرع.
مثلاً: لعلكم تعلمون مثلاً عامياً: العبد وما ملكت يداه لسيده، هذه عبارة عامية لكنها حكم شرعي، فالعبد لا يملك مالاً، كلما يأتيه من مال فهو لسيده.
فهل نُنَزِّل نحن أنفسنا في هذا الحكم الخاص؛ لأنه وجد هوىً في أنفسنا؟ الجواب: لا.
لاحظوا إذاً القضيتين:
القضية الأولى: هذه وقعت بين جدران أربعة، ليس على ملأ من الناس، ومن أئمة مساجد يأخذون رواتب ليؤدوا حَقّ هذه الوظائف.
لا، ليس الأمر كذلك، هذا عبد، أَمَّ السيدة عائشة فكان يقرأ من المصحف، أما لو تَصَوَّرنا صورة الآن تتكرر هذه الظاهرة، ونسأل الله أن يُعِيدها إلينا؛ لأنه مع الأسف أصبح المسلمون عبيداً، كما تسمعون عن المآسي التي تقع في ليس فقط في