الشيخ: أنا ظننت أن تقول: هل يجوز للوالد أن يأخذ الولد إلى المسجد بدون طلب من الولد، ما رأيك، يجوز أو ما يجوز؟
مداخلة: لأجل أن يصلي، أو مجرد الذهاب إلى المسجد.
الشيخ: خذها كما تشاء.
مداخلة: ... أما أن يصلي ... شيء آخر.
الشيخ: أليس ذهابه إلى الصلاة أولى، من أي شيء آخر؟
مداخلة: دون السابعة.
الشيخ: نحن هذا بحثنا.
مداخلة: نعم.
الشيخ: أنت تعرف يا أستاذ: بأن السلف الأول، وعلى رأسهم نبينا - صلى الله عليه وسلم - كانوا يَسْمَحون لأولادهم أن يدخلوا مسجده -عليه الصلاة والسلام-.
وما أنت ببعيد الذاكرة، عن القصة التي رواها أحد الصحابة، أنه كان يصلي وراء النبي - صلى الله عليه وسلم - يوماً صلاة العصر، فأطال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في السجود في بعض صلاته، إطالة لم تكن من عادته، فرفع هذا الصحابي رأسه ليطمئن على نبيه، خشية أن يكون قد جاءه يقينُه، وإذا به يجد مَنْظَراً غريباً، يجده ساجداً، الحسن أو الحسين، المهم: الصحابي اطمأن ورجع ساجداً، وبعد أن سَلَّم عليه الصلاة والسلام من صلاته، قالوا له:«يا رسول الله، لقد سجدت سجدة أطلتها في صلاتك» فقال عليه الصلاة والسلام: «إن ابني هذا كان قد ارتحلني، فكرهت أن أُعْجِلَه» هذا الولد حضر المسجد من أجل الصلاة، هو كما قلت: غير مميز، وما كان من هديه عليه السلام أن يُذَكّر المصلين -سواء كانوا رجالاً أو نساء- بأن لا يستصحبوا أولادهم معهم إلى المسجد، بل كان يُقِرّهم على ذلك خلافاً للحديث المشهور، والذي لا يصح إسناده:«جَنِّبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم وبيعَكم وشراءَكم» وإن كان الشطر الأخير منه صحيحاً، دل على صحته أحاديث أخرى، كما لا تخفى عليكم -