للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسجد، واستحباب دخولها ومجالسة أهلها وكراهة الانصراف عنها من غير عذر ... إلخ». قال الحافظ:

«وأما ما رواه مسلم من حديث جابر بن سمرة قال:

دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد وهم حلق فقال: «ما لي أراكم عزين». فلا معارضة بينه وبين هذا لأنه إنما كره تحلقهم على ما لا فائدة فيه ولا منفعة بخلاف تحلقهم حوله فإنه كان لسماع العلم والتعلم منه».

قلت: هذا الحديث ليس فيه إنكاره عليه الصلاة والسلام تحلقهم مطلقا بل إنما أنكر عليهم تفرقهم حلقا حلقا وهذا هو معنى قوله: «عزين». قال النووي:

«أي: متفرقين جماعة جماعة وهو بتخفيف الزاي الواحدة عزة معناه النهي عن التفرق والأمر بالاجتماع».

قلت: ويؤيد ذلك أن أبا داود أخرج الحديث من طريق الأعمش ثم روى عقب ذلك عنه أنه قال:

«كأنه يحب الجماعة».

فالحديث إذن لا علاقة له بالتحلق لا سلبا ولا إيجابا.

«و «خرج على حلقة من أصحابة فقال: «ما أجلسكم؟ » قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومن به «وفي لفظ: «بك» علينا قال: «آلله ما أجلسك إلا ذاك؟ » قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك. قال:

«أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ولكنه أتاني جبريل فأخبرني: أن الله يباهي بكم الملائكة».

الحديث من رواية معاوية بن أبي سفيان.

أخرجه مسلم - والسياق له -.

«وقال عليه الصلاة والسلام: «ما اجتمع قوم «وفي لفظ: «ما من قوم يجتمعون»

<<  <  ج: ص:  >  >>