جاء رسول الله ببيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت فقال:«أين ابن عمك؟ » قالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فلم يقل عندي. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لإنسان:«انظر أين هو؟ » فجاء فقال: يا رسول الله هو [ذا] في المسجد راقد [في فيء الجدار] فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه «وفي لفظ: عن ظهره وخلص التراب إلى ظهره» فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسحه عنه ويقول:
«قم أبا تراب قم أبا تراب».
أخرجه البخاري ومسلم.
وفي الحديثين وما في معناهما جواز النوم والقيلولة في المسجد على التفصيل الذي ذكرنا وقد ترجم لهما البخاري بنحو ذلك فقال:
«باب نوم الرجال في المسجد». قال الحافظ:
«أي جواز ذلك وهو قول الجمهور، وروي عن ابن عباس كراهيته إلا لمن يريد الصلاة، وعن ابن مسعود مطلقًا، وعن مالك التفصيل بين من له مسكن فيكره وبين من لا مسكن له فيباح». ثم قال الحافظ في شرح حديث «ب»:
«فيه مراد الترجمة لأن حديث ابن عمر يدل على إباحته لمن لا مسكن له وكذا بقية أحاديث الباب إلا قصة علي فإنها تقتضي التعميم لكن يمكن أن يفرق بين نوم الليل وبين قيلولة النهار».
وفي الترمذي:
«وقد رخص قوم من أهل العلم في النوم في المسجد. وقال ابن عباس: لا يتخذه مبيتا ومقيلا وقوم من أهل العلم ذهبوا إلى قول ابن عباس».
وقال البيهقي:
«وروينا عن سعيد بن المسيب أنه سئل عن النوم في المسجد؟ فقال: فأين كان