كنا يوما عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصفة فوضع لنا طعام فأكلنا فأقيمت الصلاة فصلينا ولم نتوضأ. وفي رواية عنه قال:
كنا نأكل على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد الخبز واللحم». [صحيح].
وفي الباب عن ابن عمر:
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى بفضيخ في مسجد الفضيخ فشربه فلذلك سمي.
أخرجه أحمد: ثنا وكيع ثني عبد الله بن نافع عن أبيه عنه.
ورجاله ثقات رجال الستة غير عبد الله بن نافع وهو ضعيف كما في «التقريب».
ومن طريقه أخرجه أبو يعلى ولفظه:
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى بجر فضيخ بسر وهو في مسجد الفضيخ فشربه فلذلك سمي مسجد الفضيخ. ذكره في «المجمع».
قال الشوكاني ما مختصره:
«والحديث يدل على المطلوب منه وهو جواز الأكل في المسجد وفيه أحاديث كثيرة: منها سكنى أهل الصفة فإن كونهم لا مسكن لهم سواه فيستلزم أكلهم للطعام فيه، ومنها ربط الرجل الاسير بسارية من سواري المسجد، وفي بعض طرقه أنه استمر مربوطا ثلاثة أيام، ومنها ضرب الخيام في المسجد لسعد بن معاذ كما تقدم وللسوداء التي كانت تقم المسجد، ومنها إنزال وفد ثقيف المسجد وغيرهم والأحاديث الدالة على جواز أكل الطعام في المسجد متكاثرة».
قلت: وكل هذه الأحاديث المشار إليها قد سبق ذكرها في مواطنها اللائق بها في هذا الفصل فلتراجع.