وما أظن أن أولئك علموا أن أحداً من الصحابة أنكر عليه فعلته هذه، ثم نفترض أنه قد وجد من أنكر، ما وَزْن هذا الإنكار: أهو التحريم أم هو مخالفة الأفضل؟
لا شك أن المسائل الفقهية يجب أن تُوْزن بميزان دقيق جداً، فلا نُحَرِّم ما كان مكروهاً ولا نكره ما كان مباحاً .. إلخ.
وأنا أخشى ما أخشى على هؤلاء أن يعودوا بنا إلى أن يفرضوا على المسلمين عدم التَمَتُّع، أو لعلي أكون غير دقيق في التعبير، أقول لعل هؤلاء يعودون بنا إلى أن نقول: لا يجوز التمتع بما خلق الله للمسلمين من وسائل الركوب التي لا يعرفها الأولون، ويوجبون علينا أن نعود إلى ركوب الإبل والجِمَال والحمير والبغال والخيول، وندع هذه الوسائل التي خلقها الله وأشار إليها بمثل قوله تعالى {وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}[النحل: ٨] أخشى ما أخشى أن نصل إلى هنا، نعم.
السائل: هم يقولوا هذا فقط في بناء المسجد، أما في مكتبة مُلْحَقة بالمسجد، فقالوا لا مانع أن تُبْنى بالاسمنت والحديد، وهذه ما لها دخل ولكن البناء يريدوا يأتَسُوا ..
الشيخ: أيش هو اللي ما في مانع؟
السائل: ما في مانع أن تُبْنَى مكتبة، مكتبة ملحقة بالمسجد و .. والحمامات والمرافق هذه يقولون لا مانع أن تُبنى بالحديد والأسمنت وهذا، وإنما المسجد فقط اقتداءً بفعل النبي - صلى الله عليه وسلم - وفعل أبي بكر وعمر؟
الشيخ: يا أخي ما اختلفنا، فعل أبو بكر وعمر يدل على ماذا؟
السائل: لا، هم يقولون: هذا هو الأفضل، ونريد أن نُحيي هذه السنة.
الشيخ: هؤلاء الذين يقولون هو الأفضل يتمسكون بكل شيء هو الأفضل؟
السائل: والله هم متمسكون تمسك، والله أعلم على خير نحسبهم.