للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أربعين سنة» لأن باني الأقصى هو سليمان عليه السلام كما يدل عليه حديث عبد الله بن عمرو الآتي قريبا إن شاء الله وبينه وبين إبراهيم عليه السلام أكثر من ألف عام على ما قاله أهل التاريخ ثم إن في نص القرآن - كما قال الحافظ - أن قصة داود في قتل جالوت كانت بعد موسى بمدة.

وقد أجيب عن ذلك بأجوبة لعل أقربها قول الخطابي:

«يشبه أن يكون المسجد الأقصى أول ما وضع بناءه بعض أولياء الله قبل داود وسليمان ثم داود وسليمان زادا فيه ووسعاه فأضيف إليها بناؤه».

وانظر تمام الكلام والأجوبة عن الإشكال في «الفتح» و «المرقاة».

وقد جزم الحافظ ابن كثير في «البداية» «أن إسرائيل - وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم - هو أول من بنى المسجد الأقصى وأن سليمان عليه السلام جدده بعد ذلك».

وإذا صح هذا فهو قريب مما أفاده الحديث من المدة بين المسجدين. والله أعلم.

«وهذا الحديث يبين المراد من قوله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِين} أي: أول بيت وضع للعبادة».

قال الحافظ في شرح الحديث السابق:

«وهذا الحديث يفسر المراد بقوله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ ... } الآية ويدل على أن المراد بالبيت: بيت العبادة لا مطلق البيوت وقد ورد ذلك صريحا عن علي أخرجه إسحاق بن راهويه وابن أبي حاتم وغيرهما بإسناد صحيح عنه قال:

كانت البيوت قبله ولكنه كان أول بيت وضع لعبادة الله.

قلت: ورواه بنحوه الحاكم وقال:

«صحيح على شرط مسلم» ووافقه الذهبي.

وقال الحافظ ابن كثير في «التفسير»:

«وزعم السدي أنه أول بيت وضع على وجه الأرض مطلقا والصحيح قول

<<  <  ج: ص:  >  >>