للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعايدة بدعة، أنا جئت أولًا أغتنم فرصة وجودك في البيت، فأنا أزورك من جهة وأبلغك الحكم الشرعي من جهة أخرى.

فإذا النساء فعلن هكذا في التعزية أو في غير التعزية فيكون الجمع بين القيام بالتعزية وهي سنة ولا شك، وبين التنبيه على ما قد يقع من بعض المنكرات، وأنا هكذا أفعل أيضًا أحيانًا حينما يغلب على ظني أنني إذا حضرت مكان التعزية يسمع لقولي، فأحضر وأجدهم مع الأسف يشغلون المسجل بالقرآن والذي يدخن، والذي يسلم على الثاني ... فأنصحهم وأذكرهم أن اجتماعكم هذا هو خلاف السنة فكيف وقد اقترن بالاجتماع مخالفات مكشوفة؟ فالشاهد: أن الذهاب للتعزية مع الإنكار ... يكون في مصلحتهن.

مداخلة: الآن اتسعت البلاد وفي المصلى ما تجد كل من تريد تسلم عليهم في المصلى فتضطر أن تنتقل [إلى بيوتهم للزيارة]؟

الشيخ: لماذا ما تجد؟ لأنهم يحافظون على السنة؟

مداخلة: يصلون في مصلى آخر يا شيخ.

الشيخ: ما أجبتني! لأنهم يحافظون على السنة؟ المصلى يجب أن يتسع للبلد كله، وإلا ما الفائدة تفرقنا في المساجد أو تفرقنا في المصليات ..

مداخلة: في الواقع أنه لا يتسع.

الشيخ: كم عدد البلد الذي لا يتسع المصلى لهم، مع أرض الله الواسعة؟

مداخلة: كأنه يقول يا شيخ ما الحل يعني.

الشيخ: الواجب أن من كان بيده العقد والحل ينبهون بالتي هي أحسن إلى حكم الشرع ويختارون أرض واسعة تتسع لكل أهل البلدة في البلدة، صحيح لو كان مثلًا مثل مصر القاهرة أو مثل لندن .. فممكن هذا، لكن هذا متى يقال: لا يمكن؟ بعد إعمال الفكر وإفراغ الجهد، أما نتوكل على ما نحن عليه، هذا ليس عذرًا.

(رحلة النور: ٣٠ ب/٠٠: ١٢: ١٨)

<<  <  ج: ص:  >  >>