للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعظيماً مُخِلًّا بالتوحيد.

كذلك قوله -عليه السلام-: «كسر عظم المؤمن الميت ككسره حياً».

إذا كان الأمر كذلك ترتب منه أدبٌ آخر يلتقي مع قوله: «لا تجلسوا على القبور» أي لا تدوسوا القبور، لا تدوسوا القبور بنعالكم، فإن كان ولا بد وهذا واقعياً، لا بد من السير بين القبور في بعض الأحيان، وعلى الأقل لدفن الميت.

فحينئذٍ يأتي قوله -عليه السلام- الثابت في السنن والمسند: «يا صاحب السبتيتين اخلع نعليك».

فإذاً: الأمر بخلع النعال في هذا الحديث هو من باب: «لا تجلسوا على القبور» أي احتراماً وتأدباً مع هؤلاء المسلمين، أما الكفار فلا حرمة ولا ذمة لهم، خاصةً بعد وفاتهم، وبعد أن آلوا إلى حفرة من حفر النار، لعلي أجبتك؟

الملقي: يا شيخ هذا بين القبور، كذلك يخلع حذاءه.

الشيخ: هو هو بين القبور.

الملقي: ليس ليس يدوس على المقابر.

الشيخ: هو بين القبور -بارك الله فيك-؛ لأن الحديث جاء في ماذا، هو كان يدوس على القبور؟ ! هو يمشي بين القبور، يمشي مشياً عادياً بين القبور، فناداه -عليه السلام- وقال له: «يا صاحب السبتيتين اخلع نعليك» الدوس على القبر شيء والسير بين المقابر شيء من حيث الواقع، لكنهما شيء واحد من حيث حكم الشرعي.

فكما أنه لا يجوز القعود على القبر مباشرةً، كذلك لا يجوز أن تمشي بين المقابر، إلا لِمَا قلنا آنفاً أنك بحاجة إلى أن تدفن ميتاً مثلاً في مكان ما، حينئذٍ لا بد أن تخلع نعليك في صورة أخرى، أتصورها يمكن اليوم تنظيمها، أما من قبل ما كانوا يُفَكِّرون في مثل هذا إطلاقاً، وهو جعل ممر بين أقسام من المقبرة هذه، يمشي الناس فيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>