للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحرموا لم يبلغوا «الروحاء» حتى تبح أصواتهم (١) وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «كأني أنظر إلى موسى عليه السلام هابطا من الثنية له جوار إلى الله تعالى بالتلبية» (٢).

١٧ - والنساء في التلبية كالرجال لعموم الحديثين السابقين فيرفعن أصواتهن ما لم يخش الفتنة، ولأن عائشة كانت ترفع صوتها حتى يسمعها الرجال فقال أبو عطية: سمعت عائشة تقول: إني لأعلم كيف كانت تلبية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم سمعتها تلبي بعد ذلك: «لبيك اللهم لبيك ... » إلخ (٣).

وقال القاسم بن محمد: خرج معاوية ليلة النفر فسمع صوت تلبية فقال: من هذا؟ قيل: عائشة أم المؤمنين اعتمرت من التنعيم.

فذكر ذلك لعائشة فقالت: لو سألني لأخبرته (٤)

١٨ - ويلتزم التلبية لأنها «من شعائر الحج» (٥)، ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: «ما من ملب يلبي إلا لبى ما عن يمينه وعن شماله من شجر وحجر حتى تنقطع الأرض من هنا وهنا يعني عن يمينه وشماله» (٦). وبخاصة كلما علا شرفا أو هبط واديا للحديث المتقدم قريبا: «كأني أنظر إلى موسى عليه السلام هابطا من الثنية له جوار إلى الله تعالى بالتلبية». وفي حديث آخر: «كأني أنظر إليه إذا انحدر في الوادي يلبي» (٧).


(١) رواه سعيد بن منصور كما في المحلى "٧/ ٩٤" بسند جيد ورواه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن المطلب بن عبد الله كما في الفتح "٣/ ٣٢٤" وهو مرسل.
(٢) رواه مسلم أنظر الصحيحة "٢٠٢٣".
(٣) أخرجه البخاري "٧٦٩ مختصره" والطيالسي "١٥١٣" وأحمد "٦/ ٣٢ و ١٠٠ و ١٨٠ و ٢٤٣".
(٤) رواه ابن أبي شيبة كما في المحلى "٧/ ٩٤ - ٩٥" وسنده صحيح وقال شيخ الإسلام في منسكه: "والمرأة ترفع صوتها بحيث تسمع رفيقاتها ويستحب الإكثار منها عند اختلاف الأحوال ... ".
(٥) هو جزء من حديث صحيح مخرج في الصحيحة "٨٢٨" بلفظ: أمرني جبريل برفع الصوت في الإهلال فإنه من شعائر الحج".
(٦) رواه ابن خزيمة والبيهقي بسند صحيح كما في تخريج الترغيب والترهيب "٢/ ١١٨".
(٧) رواه البخاري مختصري للبخاري "٦٠ الأنبياء ٨ باب" قال الحافظ: "وفي الحديث أن التلبية في بطون الأودية من سنن المرسلين وأنها تتأكد عند الهبوط كما تتأكد عند الصعود".

<<  <  ج: ص:  >  >>