للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مداخلة: صلى في منى.

الشيخ: ليس له حج.

مداخلة: تعرف، لأنه أفتوا وزارة الأوقاف للحجاج ... عدم المبيت بمزدلفة.

الشيخ: أعوذ بالله ..

هذا مثال لما كنا نبحث آنفاً، تصفية وتربية، الرسول عليه السلام جاءه رجل وهو في جَمْعٍ في مزدلفة، قال له: يا رسول الله! ما تركت جبلاً ولا وادياً إلا قَطَعْتُه حتى جئت إلى جمع، قال له: هل وقفت في عرفة، قال له: نعم، قال عليه السلام: «من صلى صلاتنا هذه معنا في جمع -يعني صلاة الصبح- وكان قد وقف قبل ذلك على عرفة ساعةً من ليل أو نهار، فقد قضى تَفَثَه وتَمَّ حَجُّه»، فقرن صلاة الفجر في مزدلفة بالوقوف بعرفة، وأن الذي يجمع بين الركنين فقد تم حجه، وقضى تفثه.

اليوم الناس لا يستفتون من السنة والأحاديث، هات إيدك وامشي، هيك الشيخ قال، لك يا حبيبي الشيخ قال هذا بناءً على ماذا؟ السائل لا يدري بناء على ماذا، حتى يدري السائل يعني، الشيخ قال وانتهى الأمر، فأصبحت السنة في جانب والشعب في جانب آخر.

مداخلة: طيب يا شيخنا! الحديث المعروف: «الحج عرفة» ما القول فيه؟

الشيخ: القول فيه كما قال أهل العلم، هل أنت تفهم من الحديث بأنه إذا ما طاف طواف الإفاضة حج، ستقول: لا، معنى هذا كلام عربي من الأسلوب العربي، «الحج عرفة» مبالغة في بيان أهمية الوقوف بعرفة، هذا مثل -مثلاً-: لا فتى إلا عليّ، ما في فتيان غير علي؟ في فتيان كُثُر، لكن مثله ما فيه، هنا ينفي الجنس بإفراد خصوصية هذا المستثنى من الجنس، فحين يقول عليه السلام: «الحج عرفة» كأنه يقول: الحج كُلّه بكل أركانه مجموع في الوقوف بعرفة، لكن هذا لا ينفي ركنية أشياء أخرى، منها ما أشرت إليه آنفاً أنه لا بد من طواف الإفاضة، فلو وقف على عرفة وصلى الفجر في مزدلفة، ودار ظهره ومشى إلى بلده ما صح حجه، لا بد أن يطوف طواف الإفاضة، ليس طواف الوداع، طواف الوداع واجب، أما طواف الإفاضة ركن.

<<  <  ج: ص:  >  >>