أمه» هل هذه الصفات هي تُلَازِم الحُجَّاج اليوم، حتى نقول والله حج فلان هنيئاً له غُفِرَت له ذنوبه كلها.
بالكاد كثير من الناس أن يقال لهم حجك مقبول وإلا الآخر القسم الأخر، من الحج، وقد سمعنا منهم من يسب الدين ويسب رب العالمين، وهو يزعم أنه خرج حاجاً في سبيل الله.
أمثال هؤلاء نقول لهم بلسان ذلك الشاعر العربي القديم.
وما حججت ولكن حَجَّت الإبل
لذلك إذا استحضرنا هذه الحقائق، وخلاصتها: أن المصلي لا نستطيع أن نقول كل مصلي صلى صلاة صلاة كاملة كل حاج حج حجة كاملة، إذا كان الأمر كذلك؛ ولذلك فالحصول على الصلاة التي تُخْرِج صحابها من الذنوب كلها والحصول على حجة أيضاً تخرج صاحبها من الذنوب كلها، هذا كما قيل قديماً: أندر من الكبريت الأحمر.
فإذا: تبقى هذه الأحاديث من الأحاديث -كما هو معلوم من الترغيب والترهيب- تحض المصلي على أن يحاول أن يُحَسِّن الصلاة، وأن يتقنها؛ لعله يحظى بتلك المغفرة، أما أن يُجْزَم بأنه حَصّل مغفرة فهو أمر أبعد ما يكون منال، كذلك الحج يحاول الإنسان أن يُتْقِن الحج إلى البيت الحرام بيت الله الحرام، ويتجنب الفسق والرفث والكلام المُؤْذِي والجدل كما قال الله تعالى:{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ}[البقرة: ١٩٧] الذي يحاول أن يُتْقن حَجَّته على هذا المنوال الذي جاء في الآية وفي الحديث، فلعله يرجع كما ولدته أمه نظيفاً من كل الذنوب.
خلاصة الكلام: يُرْجَى أن يُكَفّر كل الذنوب، من صلى وأتقنها ومن حج حَجَّةً وأتقنها.