للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنبي - صلى الله عليه وسلم - قال في حديث آخر: «تنكح المرأة لأربع: لمالها، وجمالها، وحسبها، ودينها» فعليك بذات الدين تربت يداك.

إذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمر أولياء الأمور أن يختاروا الزوج الصالح لولي أمرها، لولي أمره، لابنته، لبنت أخيه ونحو ذلك، ومن جهة أخرى يحض الرجال على أن يكون الباعث لهم على اختيار المرأة إنما هو أن تكون امرأة متدينة، علمًا بأننا نعلم جميعًا ما صبغ الله تبارك وتعالى به الرجال وفضلهم بذلك على النساء حينما قال: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [النساء: ٣٤] فهذه السائلة تقلب نظام الشرع من جهة، ونظام الواقع الطبيعي من جهة أخرى؛ لأن الرجل ولو كان فاسقًا فهو القوام على المرأة وليست المرأة هي القوامة على الرجل ولو كانت صالحة.

فلذلك أنا أحكم استنباطًا لما سبق من الأدلة أن هذه المرأة ومثيلاتها كثر مع الأسف، وطالما سمعنا أخبارًا وتزوج المرأة الصالحة بالشاب الطالح بزعمها أنها ستؤثر فيه ثم كانت العاقبة أسوأ مما تصورت، تارًة أثر هو فيها وانحرف بها عن خطها المستقيم كانت تحتجب فجعلها لا تحتجب .. كانت تصلي الصلوات الخمس فجعلها لا تحافظ على الأقل كما كانت من قبل، أو إذا ثبتت على دينها كانت النتيجة أن تفارقه ويفارقها، ولذلك فننصح النساء كما ننصح الرجال أن يتزوجوا النساء الصالحات كما سمعتم فيما تقدم من الأحاديث، فبالأولى والأولى أن ننصح النساء فنقول لهن: إياكن ثم إياكن أن تتزوجن بالرجل الفاسق فضلًا عن الرجل الذي قد يقال فيه إنه كافر، فالغالب أن هذه المرأة الضعيفة لا تستطيع أن تقوِّم الرجل القوي، وبخاصة إذا كان فاسقًا فاجرًا.

(رحلة النور: ٣٦ أ/٠٠: ٢٣: ١٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>