من الرسل والأنبياء، إعمالاً منه وتطبيقاً لقول ربنا تبارك وتعالى:{فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ}[الأنعام: ٩٠].
وأكد ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث آخر، حيث قال فيه عليه الصلاة والسلام:«ما تركتُ شيئاً يُقَرِّبكم إلى الله إلا وأمرتُكم به، وما تركت شيئاً يُبَعِّدكم عن الله ويُقَرِّبكم إلى النار إلا ونهيتكم عنه».
فبماذا جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بديل تلك الجاهلية القديمة، وهذه الجاهلية العصرية: بالرفاء والبنين؟
ما هو البديل الذي جاء به سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم؟
ألا هو قوله عليه الصلاة السلام:«بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خير».
هذا الدعاء هو الذي ينبغي على المسلمين جميعاً أن يلتزموه، وأن يُهَنِّئوا أخاهم المسلم حينما يتزوج بأخت له مسلمةٍ، فيقول له:«بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خير».
أنا أعلم أن هذه العادة، أو أن هذا التبريك، هو أمر مغمور مهجور عند كثير من المسلمين، إن لم نَقُل أكثر المسلمين اليوم؛ وذلك بسبب بُعْدِهم عن تعلمهم لسنة نبيهم من جهة، وابتعادهم عن تطبيق ما يعلمون من السنة من جهة أخرى، هذا في الرجال، فما بالكم في النساء؟ ! إنهن أبعد بكثير عن أن يتعاطين هذه السنة بعضهن مع بعض، أن تقول الواحدة لأختها المسلمة بمناسبة زواجها:«بارك الله لكِ، وبارك عليكِ، وجمع بينكما في خير».
فهذا التبريك هو الذي جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام، وعلَّمنا إياه بديل تبريك الجاهلية القديمة والحديثة، ألا وهي قولهم: بالرفاء والبنين.