هنا أصبح أكثر من موعد وهو التقبيل، فيُخْشَى أن يقع الخطر الأكبر للصائم، وهو اللقاء المكني في هذا الشعر وهو الجماع فحينئذٍ يقع في مشكلة لا يعمل لها حساباً إلا بعد أن تقع الواقعة، يندم ولات حين مَنْدَم، عليه أن يصوم شهرين متتابعين كفارة مجامعته لزوجته في رمضان.
فمن كان من الشباب، وما أقل هذا النوع من الشباب، صاحب حَزْم وعزم يملك إرادته، فله أن يقبل وله أن يباشر .. قد جاء في السؤال لفظة المباشرة.
والمقصود بالمباشرة هو إلصاق بدن الرجل ببدن زوجته، وأن يفعل بها ما يشاء مما يَسْتَجِّر به ماءه ويقذف الماء إلا الجماع، فإذا جامع قلنا: ما هي الكفارة.
فمن كان صاحب حزم وعزم، ويملك نفسه أن لا يقع في الجماع، فيجوز له ولا شيء فيه، وقد صح عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه كما في كتاب «صحيح ابن حبان» بالسند الصحيح أن شاباً سأل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: أنا رجل شاب وتزوجت حديثاً بامرأة جميلة فهل أقبلها، قال: هل تَصْبِر؟ قال: نعم، قال: قبل، قال: هل أباشرها؟ قال: هل تصبر؟ قال: أصبر، قال: فباشر، قال: هل أضرب بيدي على فرجها؟ قال: هل تصبر؟ قال: أصبر، قال: اضرب.
فالمقصود هو مراعاة النكتة التي دَنْدَن حولها عبد الله بن عباس ترجمان القرآن، وأنتم تعرفون فضله وعلمه، تصبر تصبر تصبر اضرب افعل ما تشاء سوى لا تجامع .. بالنسبة للشاب الذي الأصل فيه أنه لا يصبر .. بالنسبة للشباب قالت السيدة عائشة مشيرة إلى هذه الحقيقة التي دندنا حولها آنفاً:«كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يباشر زوجته وهو صائم» ثم قالت منبهةً: «وأيكم يملك إربه ما كان يملك رسول الله إربه» الإرب هنا في اللغة: يقصد به معنيان مجازان:
أحدهما: إربه، أي: عضوه، والآخر: شهوته، وكل الدروب كما يقولون على الطاحون، أي: من كان يملك نفسه أن لا يقع في الجماع المحرم بالنسبة للصائم في رمضان له ذلك أسوةً برسول الله - صلى الله عليه وسلم -.