للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنهم المتساهل وقوفاً عند الآية القرآنية دون النظر إلى الوضع الاجتماعي الذي يعيشه المسلمون اليوم.

فالحق أن الأمر كما قال تعالى ولو بغير هذه المناسبة: {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: ٦٧].

فقد يكون هناك رجل هو يشعر لسبب أو آخر بأنه بحاجة إلى زوجة أخرى، لكن هذه الحاجة من الذي يقدرها؟ آلآخرون حتى ولو كانوا أقربين، أم هو نفسه الذي يقدرها؟

لا شك أن الأمر يعود إلى هذا الذي يرغب في التثنية، ولذلك فأنا أقول: لا هكذا نقول الآن في هذا الزمان بالإباحة المطلقة دون أن نراعي الأجواء التي نحياها ونعيشها، والتي لا تساعد على التثنية، ولا أن ننكر من تزوج بثانية ونحن لا ندري الدافع له على هذا الزواج.

أنا أفترض أحد شيئين: أن إنساناً تزوج فقط ليبين للناس أنه هذا أمر جائز خلافاً لما يتوهمون، وخلافاً لما وجهوا في تلك الإذاعات التي أشرنا إليها آنفاً، أقول: والله هذا نعم القصد، ولكن لا أنصح بأن يتزوج لما ذكرناه آنفاً.

يعني: أخشى ما أخشى أن يكون هذا الإنسان الذي يتزوج بهذا القصد فقط، لا لشيء آخر يتعلق بشخصه الذي لا يطلع عليه إلا علام الغيوب، أخشى أن

يصدق عليه المثل السائر الذي يقول: إن مثله كمثل من يبني قصراً ويهدم مصراً؛ لأنه يريد أن يحقق مبدأ زواج مسنون، مستحب، مرغوب فيه شرعاً.

وأنا من هؤلاء الذين يقولون إن النبي - صلى الله عليه وسلم - حينما قال: «تزوجوا الولود الودود؛ فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة» أن الإنسان إذا تزوج بقصد إكثار أمة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، هذا قصد شريف وعظيم جداً، فضلاً عما إذا كان اختار به مقاصد أخرى هو يَعْلَمها ولا يعرفها غيره أبداً.

<<  <  ج: ص:  >  >>