اليوم هذا العون أصبح نسياً منسياً، فلا تجد مسلماً يعين أخاه المسلم إلا مقابل ما يسميه الشرع ربا، ويسمونه هم فائدة.
«وأنا أُحَذِّر إخواننا الحاضرين أن يرفعوا من قاموس لغتهم كلمة الفائدة، وأن يكرروا من قاموس ربهم لفظة الربا؛ لأن الربا المحرم اليوم بإجماع المسلمين يسمونه فائدة، لماذا يسمونه فائدة؟ لتلطيف وقع هذه المعصية على نفوس المؤمنين.
هذا الأسلوب من تغيير الألفاظ بألفاظ أخرى هذا من مكر إبليس بعدوه الإنسان» أنتم مثلاً تعرفون الرقص المُحَرَّم في الإسلام يسمونه بالفنون الجميلة، والرسم المحرم في الإسلام كذلك، بل الخمر المحرمة بإجماع المسلمين يسمونها بالمشروبات الروحية ..
كل هذه الأسماء هي من وحي الشيطان؛ لكي يُذْهب رهبة الكلمات الشرعية من نفوس المبتلين بتلك المعاصي {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ}[البقرة: ٢٧٦] الربا حينما يُذكر إسلامياً له روعته في قلوب المسلمين، وله أثره السيئ في قلوبهم، فإذا ما رُفعت هذه الكلمة القرآنية، ووضع بديلها كلمة الفائدة، هانت هذه المعصية وهي الربا على قلوب المسلمين.
كذلك سائر الأنواع الأخرى التي ضربنا آنفاً مثلاً، الخمر يسمونه أو العرق بالمشروبات الروحية، يعني تنعش الروح أعوذ بالله.
لذلك إذا كنتم قد عافاكم الله عز وجل من التعامل بالربا، فاحمدوا الله على ذلك، ثم أضيفوا إلى ذلك ألاَّ تستعملوا كلمة المرابين ألا وهي «الفائدة» فاستعملوا كلمة رب العالمين ألا وهو الربا.
فإذاً: نحن لا نُريد أن نقع فيما وقع فيمن قبل، اليهود الذين كانوا يسمون الأشياء بغير أسمائها، قال عليه الصلاة والسلام:«لعن الله اليهود، حُرِّمت عليهم الشحوم فجملوها، ثم باعوها وأكلوا أثمانها، وإن الله إذا حرم أكل شيء حرم ثمنه» ماذا فعل اليهود؟