ماذا قال؟ . قال: بارك الله لك في مالك، وأعاد إليه الألف دينار واكتفى بما جاءه بطريق غير الطريق المعهود الطبيعي.
هذا يَصْدُق عليه {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا}[الطلاق: ٢]{وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ}[الطلاق: ٣]. هذا الحديث الأول.
الحديث الثاني أيضاً هو حديث أبى هريرة، لكنه في صحيح مسلم.
قال عليه الصلاة والسلام:«بينما رجل ممن قبلكم يمشي في فلاة من الأرض، إذ سمع صوتا من السماء يقول: اسق أرض فلان، صوتٌ يخاطب السحاب: تَوَجَّه إلى أرض فلان واسقها» هذا اللي ماشي في الأرض، سمع لأول مرة صوتًا من السماء، وهذا أيضا غير طبيعي.
كان السحاب مثلاً يمشي شرقا وإذ به أخذ جنوباً أو شمالاً، فمشى مع السُحُب.
لم يمض إلا قليلاً، وإذا السحاب يُفَرّغ مشحونة من المطر على حديقة، ما حول الحديقة لا مطر.
أطل على الحديقة، وإذا به يرى صاحبها يعمل فيها، سلم عليه وكان سمع اسمه، فتعجب الحدائقي هذا رأي الرجل كأنه غريب، فسأله. من أين وكذا، كلام معهود.
قال له: والله أنا كنت أمشي فسمعت صوتا من السحاب: اسق أرض فلان، فمشيت مع السحاب حتى وصلت إليك، فعرفت أنك أنت المقصود، فما ذاك؟ هنا الشاهد.
قال: والله لا أدري، لكن أنا أملك هذه الأرض، فأعمل فيها ثم أجعل حصيدها ثلاثة أثلاث: ثلث أعيده إلى الأرض، الثلث الثاني أُنفقه على نفسي وأهلي، والثلث الثالث أنفقه على الفقراء والمساكين.