للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهنا حقيقة لا بد أن أُذَكِّركم بها، لكنها حقيقة شرعية وهي حقيقة رائعة جميلة جداً، إلا أكثر الناس لا يعلمون: الذي يُقْرض المسلم عشرة آلاف دينار قرضاً حسناً حقيقة، ويستلم منه هذا القرض الحسن بعد حلول الأجل.

هو في الحقيقة، وهنا النكتة وأرجو أن تنتبهوا لها: هو يستلم عشرة آلاف زائد خمسة آلاف، لكن الخمسة آلاف هذه مضمونة، مضمونة عند رب العالمين ليس في البنك.

وتوضيح هذا الكلام: أنه جاء في الأحاديث الصحيحة: «قرض درهمين مثل صدقة درهم» فأنت إذا أقرضت مسلماً مائتي دينار كأنما أخرجت من جيبك صدقة لوجه الله مائة دينار.

فإذاً: هذا الذي أقرضك عشرة آلاف لله وسَلَّمتها له، سُجِّل له عند الله خمسة آلاف قرضًا حسن فعلاً، يعني: أجر هذا القرض الحسن.

هذا الناس عنه الآن غافلون كل الغفلة، والربح الحقيقي هو هذا.

لعلكم تعرفون قصة ذلك الصحابي الذي أظن أوقف حديقة له، وقال له الرسول عليه السلام، بيرحاء، أي الحديقة، ماذا قال له؟ «ربح البيع»؛ لأنه أوقفه لله بدون قرش، هذا هو الربح الحقيقي.

فالتاجر المسلم اليوم صحيح يربح أموالاً طائلة من الناحية المادية، لكنه أولاً: يخسر بارتكابه المحرمات وثانياً: يخسر بخسارته الأجور التي كانت ستتضاعف له فيما لو أقرض المسلمين قرضاً حسناً.

لو جاء شار يريد أن يشتري سيارة ثمنها مثلاً عشرة آلاف نقداً، ولكن بالتقسيط عشرة آلاف زائد خمسمائة .. ألف .. على حسب ما يتفقوا على ذلك.

فلو أنه باعها عشرة آلاف بالتقسيط، ماذا ربح هذا الرجل عند الله؟ خمسة آلاف بالإضافة هو ربح الربح الشرعي ربح النقد .. ما خسر ربح، لكن ربح ربحاً عظيماً جداً هو الربح الحقيقي الذي جاء الإشارة إليه في حديث بيرحاء، حيث قال عليه السلام لمن تصدق به: «ربح البيع .. ربح البيع».

<<  <  ج: ص:  >  >>