وإذا صلى رجل في أرجوحة ليست مُعَلَّقة بالسقف ولا مُدَعَّمة من الأرض فصلاته باطلة، وهي الطائرة بذاتها.
كيف أنت خالفت النص الفقهي؟
قال: أنا ما رأيت هذا النص؟
قلت له: راجع «شرح الرافعي الكبير على كتاب الوجيز للغزالي» وهكذا مشينا معه شوطًا بعيدًا بهذا النقاش.
فأثبتنا له ضرورة الاجتهاد في العصر الحاضر، لكن أين بيت القصيد؟
النَّجار الحدَّاد الذي أخذ دروسًا نظرية وما طبقها عملياً، سيُخَرِّب الشغلة، ويُخَرِّب النجارة والحدادة .. وما شابه ذلك.
هذا مَثَلُنا في هذا العصر الحاضر تماماً: تجد رجلاً مفتيًا أو قاضيًا يجتهد في قضية حديثة جداً.
لو قلت له: يا أستاذ اختلف عليه أمر ناس يقولوا هكذا الصلاة صحيحة، وناس يقولوا: لا، ليست صحيحة .. إلى آخره.
ما هو الصواب في ذلك؟ لا يمكنه أن يجاوبك؛ لأنه ليس متمرن يُرَجِّح قولاً على قول، برجوعه للعلمين السابقين:«علم أصول الفقه» و «علم أصول الحديث».
فكيف يجتهدون الآن، يجتهدون بآرائهم، وليس بشرعهم، قال الله قال رسول الله .. فهم يلجؤوا لآراء، وأصبحوا مثل الغربيين -ولا مؤاخذة- كل واحد يعطي رأيه، كل واحد يضع قانونًا، فتجد القوانين مضطربة أشد الاضطراب، لماذا؟ ليس هناك رابطة تجمعهم.
أما المسلمون فرابطتهم: قال الله .. قال رسول الله، فإذا لم يرجعوا إلى قال الله، قال رسول الله، وقع بينهم الخلاف كما أنت تُشاهد الآن.