للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الملقي: متقفزة، تمشي وتقضي حوائجها وهي متقفزة، ومغطية وجهها والأمور طبيعية.

الشيخ: ما، ما أجبتني، قلت لي يمكن، عملياً كيف يمكن للمرأة أن ترى هذا الثوب، مثلاً هو صفيق هو رقيق هو كذا إلى آخره، أنتم تعيشون في خيال.

الملقي: لا، ما نعيش في خيال.

الشيخ: هذا خيال؛ لأنه الصحابة الصحابة لما عاشوا، ونقلت إلينا الروايات من منهن رأيت وجهها، منهن من رئيت يداها، ألم تقرأ في قصة مبايعة الرجال للرسول -عليه السلام-، قالت إحداهن: يا رسول الله، بايعنا، صافحنا كما صافحت الرجال، فقال -عليه الصلاة والسلام-: «إني لا أصافح النساء»، ماذا تتصور أنت حينما قالت هذه المرأة؟

الملقي: هذه. ..

الشيخ: أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك، أنا أراك تتهيأ للرد قبل أن تسمع تمام الرد عليك، فجزاك الله خيراً.

أنا أقول لك: ماذا تتصور حينما تقول امرأة من المبايعات للرسول: صافحنا كما تصافح الرجال، فيقول -عليه السلام-: «إني لا أصافحك النساء»، تظن أنت أنها مُقَفَّزة؟ إن قلت: نعم، أقول: {هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: ١١١]، وإن قلت: لا، أقيمت الحجة، أي النساء اللاتي كن يبايعن الرسول -عليه السلام- ما كن متقفزات أبداً؛ ذلك لأنه الحياة الاجتماعية التي عاشها أصحاب الرسول، أرجوك يا أخي -بارك الله فيك-.

الملقي: الله يحييك يا شيخ.

الشيخ: لا تكن متعصباً لشيء سمعته.

الملقي: لا لا.

الشيخ: وإنما، لا أنت عم تحرك راسك سلفاً، كأنك تصدني وتقول لي: حسبك، لا ما ينبغي هكذا، فأنا قلت -بارك الله فيك- إنه النساء لما طلبوا من الرسول أن يصافحهن كما

<<  <  ج: ص:  >  >>