ثم هذا الرأي باطل؛ لأنه يخالف القرآن الكريم، وكلنا نقرأ، لكن مع الأسف قلما نتوجه بتوجيه الله -عز وجل- ونأتمر بأمره القائل:{أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}[محمد: ٢٤]، فنحن نقرأ مثلاً في قوله -تبارك وتعالى-: {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا}[النور: ٣١]، هذا ليس موضع الشاهد، موضع الشاهد في قوله:{وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ} أو أو إلى أن يقول ربنا -عز وجل- في آخر الآية:{أَوْ نِسَائِهِنَّ}[النور: ٣١] لفهم دلالة هذه الآية، أنها تحدد عورة المرأة مع المرأة، لا بد أن نتذكر حقيقة شرعية ألا وهي قوله -عليه الصلاة والسلام-: «المرأة عورة»، «المرأة عورة» معنى هذا الإطلاق: المرأة كلها عورة، فلا يجوز مع هذا الإطلاق أن نُدْخِل عليه قيداً من عند أنفسنا، إلا بنص من كتاب ربنا أو سنة نبينا، فهل هناك نص في أن عورة المرأة مع المرأة من السرة إلى الركبة، حتى ولا في حديث موضوع.
ولكن هنا آية، إذا كان الرسول -عليه السلام- قال:«المرأة عورة»، لكن الآية وضحت، قال [الله تعالى]: {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ}، فما هو عورة البنت مع أبيها، هل هو من السرة إلى الركبة؟
الجواب: لا أصل لهذا، لكن الآية تؤكد أن عورتها أوسع من ذلك بكثير، وهذا يتبين فيما إذا عرفنا معنى قوله تعالى:{وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} ما هو المقصود بقوله: {زِينَتَهُنَّ} أي: مواضع الزينة، {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ}، ليس المقصود عين الزينة، وإنما مواضع الزينة.
مثلاً: هذا القرط الذي يُعَلّق هنا في الأذن عند النساء، لو أظهرتها هكذا، ما هو هذا هو المقصود.
لكن المقصود كما يقول علماء اللغة بتقدير مضاف محذوف، {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} أي مواضع الزينة، فما هي مواضع الزينة؟ ما فوق السرة هل موضع زينة