للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جدب (١) لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السمر بعد العشاء يعني: زجرنا.

أخرجه ابن ماجه «٢٣٨» وأحمد «١/ ٣٨٨ - ٣٨٩، ٤١٠» من طرق ثلاثة عن عطاء بن السائب عن شقيق بن سلمة عنه. ورجاله رجال البخاري لكن عطاء كان قد اختلط.

قال الترمذي: وقد كره أكثر أهل العلم النوم قبل صلاة العشاء والحديث بعدها ورخص في ذلك بعضهم، وقال عبد الله بن المبارك: أكثر الأحاديث الكراهية.

والذي يظهر من مجموع الأحاديث الواردة في هذا الباب كراهة السمر والسهر إلا فيما فيه صالح المتكلم أو صالح المسلمين وفي ذلك أحاديث:

عن عمر بن الخطاب قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسمر مع أبي بكر في الأمر من أمور المسلمين وأنا معهما. [صحيح]

عن ابن عباس أنه قال: رقدت في بيت ميمونة ليلة كان النبي - صلى الله عليه وسلم - عندها لأنظر كيف صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالليل قال: فتحدث النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أهله ساعة ثم رقد.

رواه مسلم «٢/ ١٨٢» وابن نصر «٤٦».

عن أنس رضي الله عنه: أن أسيد بن حضير ورجلا آخر من الأنصار تحدثا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة في حاجة لهما حتى ذهب من الليلة ساعة والليلة شديدة الظلمة، ثم خرجا من عند النبي - صلى الله عليه وسلم - ينقلبان وبيد كل واحد عصاة، فأضاءت


(١) هو بالجيم عند جميع من خرجه وجاء مفسرا عند ابن ماجه بما ترى.
وقال أحمد: وقال خالد - هو أحد الرواة عن عطاء - معنى جدب إلينا يقول: عابه وذمه.
قلت: وبهذا فسره في «النهاية».
وقد رواه الطحاوي «٢/ ٣٩٠» من طريق وهيب وحماد بن سلمة عن عطاء بلفظ: حدب إلينا. بالحاء المهملة. وليس هو تحريفا مطبعيا فقد جعله الطحاوي دليلا على جواز السمر فيما هو قربة فقال: وحدب لهم ما هو قربة فلا أدري أتصحف ذلك على الطحاوي أم على من فوقه؟ والله أعلم. [منه].

<<  <  ج: ص:  >  >>