الشيخ: طيب! فهل يكون الحل بأن نعاكس ونقول: يعاقب تاركها؟
مداخلة: لا، [أريد] توجيه من فضيلتكم.
الشيخ: التوجيه واجب، أما أن هذا الكلام ليس حديثًا وهو ليس حديثًا، أما أنه كلام من فقهاء هذا أمر لا يختلف فيه الفقهاء بدليل حديث أبي طلحة، أو طلحة بن عبيد الله في صحيح البخاري:«أن رجلًا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عما فرض الله عليه فذكر له خمس صلوات في كل يوم وليلة، فقال له: هل علي غيرهن؟ قال: لا إلا أن تطوع، فقال: والله يا رسول الله لا أزيد عليهن وأن أنقص، فقال عليه الصلاة والسلام: أفلح الرجل إن صدق .. دخل الجنة إن صدق» فما في مجال لمخالفة هذه القاعدة: أن السنن يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها بدليل شهادة الرسول لهذا الرجل؛ لأنه إن صدق في المحافظة على الفرائض الخمس دخل الجنة، لكن هذا لا يعني عدم الاهتمام بالسنن؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد ذكر في بعض الأحاديث الصحيحة قوله عليه السلام:«أول ما يحاسب العبد يوم القيامة الصلاة، فإن تمت فقد أفلح وأنجح، وإن نقصت فقد خاب وخسر».
في رواية أخرى في سنن أبي داود:«فإن نقصت قال الله عز وجل لملائكته: انظروا هل لعبدي من تطوع فتتم له به فريضته» ولذلك فالاهتمام بالسنن أمر هام جدًا وبخاصة بالنسبة لأهل هذا الزمان الذين لا يتقنون صلاتهم، ويصدق عليهم قوله عليه السلام في الحديث الآخر:«إن الرجل ليصلي الصلاة ما يكتب له منها إلا عشرها .. تسعها .. ثمنها .. سبعها .. ستها .. خمسها .. ربعها .. نصفها» فهذا كأنه يشير خيرهم من كتب له نصف الصلاة.
فإذًا لا بد لهؤلاء الناس أن يكون عندهم زاد من التطوع لكي يتمم رب العالمين تبارك وتعالى النقص الذي وقع في صلاتهم إما كمًا وإما كيفًا، فهذا هو الوجه في عدم الاغترار بتلك القاعدة الصحيحة، فعلى الإنسان أن يحتاط لدينه، وأن يحافظ على سنن نبيه - صلى الله عليه وسلم -، ولا سيما أن بعض هذه السنن كما هو شأن سنة الفجر فضلهن كبير جدًا حيث قال عليه الصلاة والسلام:«ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها» ركعتا