للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمستوشمات، والفالجات» ختم الحديث بقوله: «المغيرات لخلق الله للحسن»، فكل شيء يفعله المسلم تَزَيُّناً وتَجَمُّلاً مخالفاً فيه سنة الرسول عليه السلام، فهو داخل في هذا الحديث، وبخاصة أن اللحية فيها أحاديث كثيرة جداً: «حفوا الشارب, وأعفوا اللحى، خالفوا اليهود والنصارى» في رواية: «خالفوا المجوس» بعدين: «لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال» في الحقيقة - يا أخواننا المسلمين - نحن عشنا زمناً استعمرنا الكافر، هون الانجليز وهونيك فرنسا، وما أدري، ولندن ... إلى آخره، هدولى لما دخلوا البلاد الإسلامية أدخلوا إليها عاداتهم وتقاليدهم وأزياءَهم، فانطبع جماهير المسلمين بهذه المخازي كُلِّها، وبخاصة أنه نحن وُجِدنا في آخر زمان بعيدين عن علم الإسلام, بعيدين عن التربية الإسلامية، فما كان فيه عندنا مناعة أن نقاوم هذه التقاليد التي جاء بها الكافر إلى بلادنا, وخرج الكافر إلى حيث لا رجعة, لكن خلَّف ثقافته, خلَّف عاداته وتقاليده كما نشاهدها اليوم، وإن كان اليوم الحمد لله فيه صحوة فيه فَيْأَة فيه نهضة بلا شك، لكن كما يقال: أول الغيث قطر ثم ينهمر، يأتي بخير إن شاء الله ويكثر.

نحن أدركنا طلابَ العلم بدمشق يَحطُّوا عمامة يسموها عندنا «لمليك»، يعني: صفراء، بس لها وضعيتها الخاصة، طلاب العلم كلهم حِلِّيقين، وشعارهم: اللفة الصفراء، مع أن اللّفة هذه ما لها أصل في الشريعة، بينما اللحية، المذاهب الأربعة وغير الأربعة، آمرين فيها، والأحاديث - كما ذكرنا بعضها - ما لها قيمة عندهم إطلاقاً، بس هذا الشعار لطالب العلم، فانعكس الموضوع اليوم، اليوم تلاقي شباب ما هم بطلاب علم - مثل ما أنتم شايفين - ملتحين، شو السبب؟ فهموا أن هذا - أولاً: - سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، حاشا أنه يحلق لحيته في زمنه ولو مرة، وهو معروف في أوصافه عليه السلام أنه كان له لحية جليلة وعظيمة، وبالإضافة إلى سنته الفعلية: سنته القولية، حَضّ عليها، فالتفت الناس لهذه الحقائق الشرعية، فصاروا يمشون عليها ويطبقوها, لكن بقي كثيرون متأثرين بالعادات القديمة السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>