للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا قال: الله أكبر الله أكبر يضع يديه.

الشيخ: لا، هذا خطأ، وإنما الوضع من أول الأذان إلى آخره.

وأيضًا بالمناسبة: بعضهم يضع يدًا واحدة، وهذا رأيناه في بعض البلاد العربية، وبعضهم لا يضعهما مطلقًا، خاصة عندما وجد مكبر الصوت، كل هذا خلاف السنة، وأزيدكم تنبيهًا: أن أذان المؤذن في المسجد صار بدعة وينبغي أن يكون المؤذن على ظهر المسجد أو في منارة وليس كالمنائر التي تكون كناطحات السحاب، وإنما المفروض أن يظهر المؤذن بشخصه وليس فقط بصوته، فهذا شعائر إسلامية يميتها الناس بسبب اغترارهم وقصور إدراكهم لحكم التشريع، بل لأحكام الشرع.

جرت السنة على التفريق بين المؤذن وبين المقيم، فالمقيم للصلاة يقيمها في المسجد، أما المؤذن فيؤذن على ظهر المسجد.

الآن: لا فرق بين المؤذن وبين المقيم، ثم أيضًا: لا بد من التنبيه على شيء شعرت به هنا أكثر من البلاد الأخرى: وهو أن الأذان الذي شرعه الله تبارك وتعالى بواسطة نبينا - صلى الله عليه وسلم - في المسجد لحكمة، فعلى ذلك فارق بين الإقامة وبين الأذان كما ذكرنا فلا ينبغي إذاعة الإقامة بمكبر الصوت إلى خارج المسجد، كما أنه لا ينبغي إذاعة تلاوة الإمام للقراءة في الصلاة الجهرية وبخاصة يوم الجمعة إلى خارج المسجد، كل هذه أمور حدثت في حدوث الوسائل فيجب استعمالها في حدود الشرع وعدم التوسع فيها، فتسميع الناس قراءة الإمام وهو يقرأ القرآن، فيه حرج ولهذا لمسناه نحن في صور كثيرة، يكون الرجل يصلي في بيته .. يصلي نافلة .. يصلي السنة القبلية مثلًا، وإذا بالإقامة [يعلو] صوت المقيم فيسمعه البعيد كالمؤذن تمامًا، هذا خلاف الشرع.

فتسميع الناس قراءة القرآن وهم غير مستعدين لسماع القرآن فقد يكونوا في أحوال لا ينبغي أن يتلى القرآن عليهم والحالة هذه، هذا كله توسع غير محمود، فأنا أنصح أن من كان إمامًا ألا يستعمل مكبر الصوت إلا في الأذان، وأن يسن سنة

<<  <  ج: ص:  >  >>