للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه القضية، ولكني أُذَكِّركم بكلمة للإمام الشافعي -رحمه الله- قالها في كتابه «الأم» المعروف قال: وإذا دخل جماعة المسجد فوجدوا الإمام قد صَلَّى صَلّوا فرادى، لِمَ؟ قال: لأنه لم يكن من عمل أهل السلف، ثم قال الإمام الشافعي: وأَنَّا قد حفظنا أن جماعة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فاتتهم الصلاة مع الإمام فَصَلّوا فُرادى، وقد كانوا قادرين على أن يُجَمّعوا مرة أخرى، ولكنهم لم يفعلوا؛ لأنهم كرهوا أن يُجَمّعوا في مسجد مرتين، قال الشافعي: وأَنَّا قد حفظنا أن جماعة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فاتتهم الصلاة مع الإمام فصلوا فرادى .. كل واحد منهم يُصَلّي لنفسه قال الإمام -رحمه الله-: وقد كانوا قادرين على أن يُجَمعوا مرة أخرى ولكنهم لم يفعلوا؛ لأنهم كرهوا أن يجمعوا في مسجد مرتين، يعني يصلوا جماعة ثانية.

والحِكْمَة في هذا ظاهرة جداً؛ لأن الجماعة الثانية والثالثة تُفَرِّق الجماعة الأولى، وهذا أمر مُشَاهد خاصةً يوم الجمعة، المسجد يغصّ بالمصلين يوم الجمعة، من أسباب ذلك: أنهم يعلمون أنه ما هناك إمام ثانٍ، ولذلك فهم يصلون في المسجد يوم الجمعة كلهم، وقد يضطرون للصلاة خارج المسجد، لشدة الزحام، فلو أن المصلين المحافظين على الصلاة في الجماعة يحرصون على أدائها مع الجماعة الأولى -أيضاً- لغَصّ المسجد بهؤلاء المصلين، ولكن حينما استقرّ في أنفسهم أن الجماعة الثانية جائزة والثالثة، فكل واحد يتعلل بِعِلّة، وهي غير شرعية حتماً، لا بأس إذا فاتتنا الجماعة الأولى نصليها جماعة ثانية وثالثة وأخرى.

وختاماً: أضرب لكم مثلاً بشخصي أنا: أنا كنت طالب علم، وصاحب مهنة، وهو تصليح الساعات والمسجد جاري، كنت إذا سمعت الأذان وفي يدي ساعة أُصْلِحُها أقول هاه حتى أنتهي منها، وقريباً أنتهي، ثم يأخذ العمل وقتاً، فيصير مناقشة بين عقلي وبين نفسي .. راح تفوتك الصلاة، بعدين قم ما عليش، إذا فاتتني الصلاة فلا بد أن أجد إماماً آخر يصلي بنا ونصلي خلفه .. ثم تتم المناقشة بين العقل والنفس، ربما ما تجد إمام، وإن لم تجد أنت طالب علم، يعني أنت ألست تعجب بحالك؟ طالب العلم، وتقرأ القرآن جيداً، إن ما وجدت إمامًا أنت تؤم الناس .. ،

<<  <  ج: ص:  >  >>