هكذا كنت أضيع صلاة الجماعة الأولى، بمثل هذه التَعَلُّلات.
ثم لما هداني الله -عز وجل- وعَرَّفني سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - بعامّة، وهذه السنة بخاصة، كنت أول ما أسمع الأذان ولو بِدّي أُرَكِّب عقرب أو ما شابه ذلك، أدع الساعة أمامي على الطاولة، وأقوم وأُصَلّي، وأجد الساعة كما هي، وأتم الشغل بعد الصلاة.
هذا مثال في شخصي، وكل الناس مِثْلي تماماً في تَعُّللهم في إعراضهم وعدم حرصهم على الجماعة الأولى، لذلك أُذَكِّر -والذكرى تنفع المؤمنين- بضرورة الحرص على المحافظة على الجماعة الأولى، ولا تقيموا جماعة ثانية؛ لأن صلاتك وحدك والحالة هذه أفضل من صلاتك جماعة ثانية.
ثم أُذَكِّر بشيء هام .. إذا كان المسلم دائماً في باله أن يصلي في المسجد مع الجماعة الأولى، وهذا ما أشار إليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي أوّله «سبعة يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في طاعة الله، ورجل قلبه مُعَلّق بالمساجد» ما معنى: «رجل قلبه معلق بالمساجد»؟ يعني: عقله ولبه في المسجد، أي: مجرد ما يسمع الله أكبر الله أكبر، يَدَع كلَّ شيء من عمل وينطلق إلى المسجد، إذا كان المسلم -هكذا- حريصاً على صلاة الجماعة، ثم تأخَّر به تهيؤه لصلاة الجماعة .. ذهب -مثلاً- لقضاء الحاجة، فبينما انتهى، وبينما جَدّد وضوءه ودخل المسجد، وإذا الإمام سَلَّم، فهذا تُكتب له صلاة الجماعة؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«من توضأ في بيته وأحسن وضوءه، ثم أتى مسجد الجماعة فوجدهم قد صَلّوا، كتب الله له مثل أجر صلاتهم، دون أن يُنْقِص من أجورهم شيئًا»، إذاً: المهم -بارك الله فيكم- أن تحرصوا على أداء الصلاة مع الجماعة الأولى، فمتى علم الله منكم حرصًا، هذا لو فاتته الجماعة مرة أو مرات كُتب له أجر الجماعة، أما الأشخاص الذين لا يبالون صَلّوها جماعة مع الأولى أو الثانية أو ما صلوها جماعة .. هؤلاء لا تُكتب لهم الجماعة، إلا إذا أدّوها فعلاً مع الجماعة الأولى ..
إذاً: حَسِّنوا نواياكم، حتى تؤدوا العبادة كما أمركم ربكم، فإذا فاتتكم أُجِرْتم