فهذا المسجد الذي له إمام راتب، ومؤذن راتب، إذا قيل لهذه الجماعة: يجوز لكم تعداد الجماعة تفرقت الجماعة.
[أنا -كما تعلمون- كدت أن أقول: من أبناء دمشق، لكن خشيت أن يفهموا أنني من مواليد دمشق، ولذلك عدلت من هذا القول إلى قولي: أنا من سكان دمشق، وعشت هناك سنين طويلة؛ «لأنني هاجرت من بلدي مع والدي رحمه الله، وسني في التاسعة»، فلا أنسى أبداً أنني] كنت أرى جماعات صلاة العصر، تستمر في أكبر مسجد، مسجد بني أمية إلى أذان المغرب، وبتعرفوا -يمكن قسم كبير منكم-، مثل مسجد بني أمية كبير، وحوله الأسواق: سوق الحمدية، والوزورية، والمسكية، وو ... إلى أخره.
فتصوروا هذول لو كانوا يتجاوبون مع المنادي: حي على الصلاة حي على الفلاح، كم تكون الجماعة في ذاك المسجد؟
لكن استقر في أذهانهم: في جماعة ثانية، ويستدل لهذه الجماعة الثانية بعض الناس -ويؤسفني أن يكون فيهم من نحترم علمهم- بمثل قوله - صلى الله عليه وسلم -: «صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمس»، وفي رواية:«بسبع وعشرين درجة».
إذاً: صلاة الجماعة، هذه جماعة، وهذه جماعة إذاً ...
هنا فائدة علمية: -أرجوا أن تنتبهوا لها لأنها مهمة جداً جداً-، استدل المستدل في حديث:«صلاة الجماعة»، على شرعية تكرار الجماعة في المسجد الذي له إمام راتب ومؤذن راتب، فهو فهم الحديث بالتعبير اللغوي أن «أل» التعريف في «الجماعة» هي أو هو للاستغراق والشمول، «صلاة الجماعة» فسرها بمعنى: صلاة كل جماعة.
لأنه «أل» التعريف عند علماء اللغة والبيان والبلاغة تنقسم إلى قسمين: إما للعموم والشمول، وإما للعهد، هالّلي في الذهن، فالفرق بين «أل» و «أل» هذه واسع جداً إذا