يدرك؟ أدرك الركعة على أصح قولي العلماء في الموضوع.
إذًا: ماذا فعلنا بحديث «لا صلاة لم لم يقرأ بفاتحة الكتاب» خصَّصناه، قلنا: هذا عام مخصَّص بحديث «من أدرك الإمام راكعا، فقد أدرك الركعة» فما هو المعنى الصحيح -حينئذٍ- لحديث «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» -حينئذٍ- نجمع بين العام والخاص فنقول: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب، إلّا لمن أدرك الإمام راكعاً، ولم يتمكن من قراءة الفاتحة، فتسقط عنه ركنية الفاتحة بسبب إدراكه ركوعه مع الإمام.
الآن نعود إلى:«من صلى وراء الصف وحده فلا صلاة له» هذا -أيضًا- من العام المُخَصَّص ليس على عمومه وشموله، كيف؟ نحن نعلم أن كل أحكام الشريعة تبنى على قاعدة «من استطاع إليه سبيلا»{لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}[البقرة: ٢٨٦].
فالذي جاء إلى المسجد فلم يجد أحداً يصلي معه في الصف الذي هو يريد أن يصلي فيه، فهو ينظر، هل هناك مجال لفُرْجَة يَسُدُّها أم لا، فإذا وجد فرجة ومع ذلك صلى وراء الصف وحده، فهذا هو الذي ينطبق عليه الحديث، وإذا لم يجد فُرْجَةً فلا يقال له صلاتك باطلة لأن هذا لا يستطيع إلا هذا الذي هو فيه، الآن يعني يصلي وحده، واضح هذا الأمر الثاني أيضا؟
السائل: بس في سؤال ثاني في هذا الموضوع، كلام الرسول - صلى الله عليه وسلم - عام، فلم يقل: يعني «لا صلاة لمنفرد خلف الصف» لمن لم يجد فرجة.
الشيخ: سامحك الله، هذا سبق الكلام عليه، ولم يقل:«لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب إلا من أدرك الإمام راكعًا» قال هذا؟ لا، ما قال هذا.
السائل: يعني الجمع بين حديثين؟
الشيخ: الذي أنت قصدته، هو الذي أنا قصدته، في الحديث الثاني الجمع بين