ركبتيك قبل أن يرفع فقد أدركت». أخرجه ابن أبى شيبة «١/ ٩٤/١» من طريق ابن جريج عن نافع عنه. ومن هذا الوجه أخرجه البيهقى إلا أنه قرن مع ابن جريج مالكاً ولفظه: «من أدرك الإمام راكعاً, فركع قبل أن يرفع الإمام رأسه, فقد أدرك تلك الركعة». قلت: وإسناده صحيح.
ثالثاً: زيد بن ثابت, كان يقول: «من أدرك الركعة قبل أن يرفع الإمام رأسه فقد أدرك الركعة». رواه البيهقى من طريق مالك أنه بلغه أن عبد الله بن عمر ويزيد بن ثابت كانا يقولان ذلك. وأخرج الطحاوى «١/ ٢٣٢» عن خارجة بن زيد بن ثابت. «أن زيد بن ثابت كان يركع على عتبة المسجد ووجهه إلى القبلة, ثم يمشى معترضاً على شقه الأيمن, ثم يعتد بها إن وصل إلى الصف أو لم يصل».
قلت: وإسناده جيد, وقد أخرجه هو والبيهقى «٢/ ٩٠ و ٩١» من طرق أخرى عن زيد نحوه ويأتى إحداها قريباً.
رابعاً: عبد الله بن الزبير, قال عثمان بن الأسود: «دخلت أنا وعمرو بن تميم المسجد, فركع الإمام فركعت أنا وهو ومشينا راكعين, حتى دخلنا الصف, فلما قضينا الصلاة, قال لى عمرو: الذى صنعت آنفاً ممن سمعته؟ قلت: من مجاهد, قال: قد رأيت ابن الزبير فعله». أخرجه ابن أبى شيبة ورجاله ثقات غير عمرو بن تميم بيض له ابن أبى حاتم وذكره ابن حبان فى «الثقات» وقال البخارى: «فى حديثه نظر».
خامساً: أبو بكر الصديق. عن أبى بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن أبا بكر الصديق وزيد بن ثابت دخلا المسجد والإمام راكع فركعا, ثم دبا وهما راكعان حتى لحقا بالصف. أخرجه البيهقى وإسناده حسن, لكن أبا بكر بن عبد الرحمن لم يدرك أبا بكر الصديق فهو عنه منقطع, إلا أنه يحتمل أن يكون تلقاه عن زيد بن ثابت. وهو عن زيد صحيح ثابت, فإنه ورد عنه طرق أخرى تقدم بعضها قريباً. والخلاصة أن الحديث بشاهده المرسل, وبهذه الآثار حسن يصلح للاحتجاج به, والله أعلم.