للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وثانياً: فيه خسارة كبيرة وكبيرة جداً، وهي: ألّا يحظى المسلم بمغفرة الله عز وجل، الذي ما نعبد الله بصلاتنا وقيامنا وصيامنا، إلا لنحظى بمغفرة ربنا تبارك وتعالى.

فأنتم تعلمون -مثلاً- قوله عليه الصلاة والسلام: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً، غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً، غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه»، هذا كله تعلمونه وتسمعونه، لكن اسمعوا الآن ما نادراً ما تسمعونه، بل ربما أكثركم لم يَطْرُق سمعَه هذا الحديث الذي سألقيه على مسامعكم، ذلك هو قوله عليه الصلاة والسلام، والحديث من أصح الأحاديث؛ لأنه أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أمَّن الإمام فأمِّنوا؛ فإنه من وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة، غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه»، بماذا؟ بأمر سهل جداً جداً، وصعب جداً جداً على من اعتاد المخالفة، الآن أنا صليت في هذا المسجد صلاة المغرب والآن صلاة العشاء، أنا لا أكاد أنتهي من قولي من قراءتي: {وَلا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: ٧]، وأنتم تسبقونني «بآمين» تُرى أنا الإمام أم أنتم؟ أنا المقتدي أم أنتم؟ أنتم تقولون «آمين» قبلي يا جماعة، أنا أنتهي من قول الله: {وَلا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: ٧] آمين، أريد أن آخُذَ نَفَساً؛ لأنه هنا موقف آية، وإذا بالمسجد، لا أقول هنا كل المساجد إلا مساجد قليلة جداً في الدنيا كلها، إلا المقتدين يسابقون الإمام بآمين،

قوله عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث: إذا أمّن الإمام فأمّنوا، هو كقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الآخر المعروف وهو أيضاً متفق على صحته بين الإمامين البخاري ومسلم: «إنما جُعل الإمام ليُؤْتَمّ به، فإذا كَبَّر فكبِّروا وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صلى قائماً فصلوا قياماً، وإذا صلى جالساً فصلوا جلوساً أجمعين» .. إذا صلى جالساً، أي: لعجز أو مرض، لكنه يستحق الإمامة؛ لأنه قارئ ولأنه عالم وو ... إلى آخره ..

الشاهد من هذا الحديث قوله عليه السلام: «إنما جُعل الإمام ليُؤْتَم به» إذاً: أنتم

<<  <  ج: ص:  >  >>