الشيخ: ما يضرني شيء، بالعكس هذا ينفعني، كذلك ينفعك، لذلك لا تهتم لما يقال، ربنا عز وجل رَبَّانا نحن في شخص رسوله، فقال له تعالى:{مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ}[فصلت: ٤٣]، ماذا قيل للرسل من قبله؟ مجنون .. ساحر .. إلى آخره، وقد قيل هذا في حق الرسول عليه السلام، وقيل فيه باعتبار أنه عربي غير مجنون وغير ساحر شو قيل عنه؟ شاعر، لكن ما ضَرّ الرسول ما قيل فيه بباطل.
إذاً: ما يضرك، ولا تهتم بكلام الناس إطلاقاً، وأنا أُحَذِّرك من أن تصغي إلى كلام هؤلاء وتهتم به، وترفعه من أرضه، هناك عبارة تستعمل في بعض البلاد العربية تعجبني بهذه المناسبة، بدل ما يقولوا: ارم هذا الشيء، أو هذا الإنسان اتركه، شو يقولوا؟ ازبله، ما تعرفوها أظن ها الكلمة، تعرفوها؟
لذلك بارك الله فيك، لما تسمع مثل هذا الكلام، ازبله ارمه أرضاً، هذا أولاً.
ثانياً: هؤلاء يا أخي في الحقيقة التي عشتها وكدت أبلغ الثمانين، هؤلاء مرضى، مرضى هم بحاجة إلى معالجة الطبيب الحاذق الرحيم الرؤوف بهؤلاء المرضى، هؤلاء نقول لهم: أنتم تأخذون بعض الكلمات التي تَكَلَّم بها الرسول -عليه السلام- ثم تفسرونها حسب أهوائكم وحسب عاداتكم، وحسب -قد نقولها أحياناً حين يتأزم الأمر- وحسب قلة دينكم، إي: هذه ما نقولها إلا في الأخير، ليه؟ لأنه اللّي عمدتهم الحديث المعروف:«من أَمَّ الناس فليخفف» طيب، القائل لهذا الكلام الحق هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كان يؤم الناس، لكن هل جعلها فوضى كل إنسان له هواه، كل إنسان له هوس يقول لك: من أَمَّ فليخفف، ولا وضع لهذا ضوابط وقيود نعم؟ هذا لابد منه وإلا صار الدين هوىً:«من أَمّ الناس فليخفف»، ما هي المناسبة التي قالها عليه الصلاة والسلام لهذه الجملة الطيبة؟ أظنُّكم كلكم أو جُلّكم يذكر قصة ذلك الأنصاري الذي كان يصلي خلف معاذ في قبيلته.