للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هي كانت هي الداء، انتهت الصلاة سَكَّروا الأبواب، بدل ما نأتي نحض الناس على أن يلزموا المساجد، والرسول عليه السلام جعل من الرباط أن ينتظر المسلم الصلاة من الصلاة إلى الصلاة الثانية.

الشاهد: نحن اليوم أصبحنا بعيدين عن الحياة الإسلامية كل البعد، فشو بقي عندنا؟ بقي عندنا أشياء لابد منها، منها صلاة الجمعة وخطبة الجمعة، فأنت تقول: إذا ما فيه ضرورة أن نحضر خطبة الجمعة، ما فيه ضرورة لتصحيح صلاة الجمعة فرضيتها، لكن هي ضرورة مستقلة منفردة لحالها لابد منها، تنفيذاً لأمر الله السابق: {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} [الجمعة: ٩]. فأنا أقول لكم شيئًا الآن، وأعني به تنبيه بعض الناس إلى واجب أعتقد بتجربتي في هذا العمر الطويل الذي رَبُّنا عز وجل امتنّ به عليَّ: أكثر الناس لا يقومون بهذا الواجب، وهو قوله عليه السلام: «غُسل الجمعة واجب على كل محتلم».

إذا الرجل قضى وطره من زوجته ليلة الجمعة، لابد من بعد طلوع الفجر أنه يغتسل للجمعة، لكن إذا ما اغتسل صلاته صحيحة، لكن ترك هذا الواجب؛ لأن هذا الواجب ليس واجباً متعلقاً بالصلاة، وإنما هو متعلق بيوم الجمعة، وهذا يشعر الإنسان بأهمية هذا الحكم في بعض أيام بعض الأشهر، خاصة في هذا الزمن الذي ابتُلي به الناس بلبس الجوارب النايلون، فيأتي أحدهم إلى المسجد يوم الجمعة وقد يكون عَمَّال شَغّال فتسمع خاصة لما تسجد ويكون هو ساجد أمامك تشم رائحة منتنة جداً، أنا أحكم رأساً أن هذا ما اغتسل، والله أعلم يمكن صلاة الصبح توضأ وجاء يصلي الجمعة بهذا الوضوء وهو من شغله ومشيه والدنيا صيف وغبار إلخ تطلع هذه الرائحة الكريهة، فقال عليه السلام توجيهاً للمجتمع الإسلامي كحياة تستمر على كل أيام السنة وهو أن يغتسل المسلم ليوم الجمعة، هكذا قال عليه السلام بلسان عربي مبين: «غسل الجمعة واجب على كل محتلم» معنى محتلم: يعني: بالغ مكلف.

اليوم كثير من الناس لا يغتسلون هذا الاغتسال، يغتسل من باب النظافة،

<<  <  ج: ص:  >  >>