كذلك الخطبة يوم الجمعة، لا يُشْرَع فيها دعاءً يلتزمه الخطيب، ويلتزم السامعون لدعائه التأمين خلفه، كل هذا لا أصل له في السنة.
مداخلة: طول عمرنا النازلة ما فارقتنا يا شيخ.
الشيخ: هذا يمكن نقول أصبت، أو أتحفظ في هذه الكلمة؛ لأن النازلة هي التي لا عهد للمسلمين بها، وليس من شأنهم أن يحيوا فيها، فاليوم أنت تقول ما فارقتهم، صحيح ما فارقتهم لكن ليس هذا هو المقصود بالنازلة.
الآن نضرب مثلاً واضحاً جداً، ما رأيك لو أن إمام من أئمة المساجد، وأرجوا أن لا نرى، إذا قنت لمصيبة المسلمين بالأندلس، بأسبانيا، ما رأيك إذا قنت؟
مداخلة: في غير محله.
الشيخ: إيه، لكن هذه مصيبة ملازمة؟ ولذلك.
مداخلة: لزمت عهدًا بغير عهدنا، هم أولى فيها منا.
الشيخ: لذلك: بارك الله فيك، المقصود بالمصيبة التي نزلت والمسلمون يَسْعَون لإزالتها، إن كان مثلاً هوجمت ديار المسلمين، بالباغين المعتدين، يقنتون ويخرجون لطرد هذا الباغي، مش بس يقتصرون على ماذا؟ على الدعاء، ما في مانع في مثلاً مصيبة ليس لهم فيها وسيلة إلا اللجوء إلى الله عز وجل، فيلجؤون إليها، لكن إذا صار جزءًا من حياتهم، صارت هناك طامة ثانية، صارت أندلس ثانية، والعهد بقي ليس ببعيد عنا مع الأسف الشديد.
يعني ...... أنا ما سمعت عهداً، يُقْنَت ضد اليهود، رضينا نحن ببقاء اليهود، ما رضينا طبعاً، لكن صارت ماذا؟ جزءًا من حياتنا، اعتدنا عليها.
ولذلك: المقصود بالنازلة يعني النازلة الطازة، الجديدة، هذا هو المقصود فيه.