للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ: فهمت يا أخي، بس الرجل بَيَّن السبب، ماذا يقول هو؟

مداخلة: هو يقصد أنه ما يُبنى عليه، يعني ليش تزيدونها زيادة عن اللزوم، بحيث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما خرج إلا ثلاثة أيام فقط يعني، فأنتو عملتوها يعني ثلاثين كاملين، الآن في المساجد؟

الشيخ: فهمت هذا السؤال، تكرار الكلام بارك الله فيك، نحن نقول كما قالت السيدة عائشة في حديثها أو غيرها:

«خشيت أن تُكتب عليكم».

لماذا ترك؟ خشية أن يتوهموا أنها فرض، فالترك كان لعلة.

ولذلك لما رجع عمر بن الخطاب، فهو ما ابتدع كما يزعم بعض الناس من جانب السنة.

وإنما أحيا السنة، لأنه كثير من الأحكام الشرعية، التي تُعَلّل بِعِلّة شرعية، يقول العلماء والفقهاء: إن الحكم يدور مع العلة، وجوداً وعدماً.

لماذا ترك الرسول عليه السلام القيام بعد ثلاث ليالي؟ خشية أن تُكْتَب عليهم، طيب.

تُوفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتَمَّ الشرع، لم يبق هناك خوف أن يتوهم إنسان فريضة جديدة لم تفرض من قبل، لماذا: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: ٣].

لذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما جاء بشيء جديد، وإنما أحيا الشيء القديم الذي تركه الرسول عليه السلام، للعلة التي كانت قائمة بحياته، أما بوفاته زالت العلة عنه فزال المعلول، أي زال الترك وقام مقامه فضيلة الإحياء.

لذلك إخواننا الحاضرين يعلمون أن الرسول عليه السلام حَضّ المسلمين على أن يصلوا قيام رمضان مع الإمام.

وأنهم إذا صلوا العشاء مع الإمام، وأنهم إذا صلوا العشاء مع الإمام كُتِبَ قيام نصف ليلة، فإذا قام كُتِب له قيام ليلة كاملة.

<<  <  ج: ص:  >  >>