القرآن، وتغنوا به، فوالذي نفس محمد بيده إنه أَشَدُّ تَفَلُّتاً من صدور الرجال من الإبل بعقلها» .. تعاهدوا هذا القرآن.
الذين يؤمون الناس في المساجد من المصحف، ولا مؤاخذة مع احترامي لأي إمام يؤم الناس من المصحف، هؤلاء ما أقول إنهم كسالى، أقول على الأقل إنهم: ما نَفَّذُوا هذا الأمر النبوي «تعاهدوا هذا القرآن» .. ما معنى تعاهدوا؟ تبين في تمام الحديث.
إذا لم يُظْهِر الحافظ مُكَرِّراً لما يحفظه من القرآن ليلاً نهاراً، فسينفلت منه كما تنفلت الإبل الشاردة من عقلها من مرابطها.
معروفة الإبل عند أصحاب الإبل، بأن طبعها يُضرب بها المثل، فيقال: أحقد من جمل، فهو شديد الحقد، وشديد الشرود؛ حتى إنه ليقطع الحبل مهما كان متيناً.
ولذلك قال عليه السلام، وهو يُخاطب العرب أصحاب الإبل:«إنه أَشَدُّ تَفَلُّتاً من صدور الرجال من الإبل من عقلها».
فإذا لم يُعْنَ أفراد من المسلمين، وهذا واجب كفائي إذا قام به البعض سقط عن الباقين، يضطرون إلى أن يلجؤون للقراءة من المصحف، هل كان هكذا السلف الصالح؟ طبعاً لم يكونوا كذلك.
إذاً: لا بد من أن نُوجد طلبة يحفظون القرآن، ويُحْسِنون تلاوة القرآن، وبالتالي يَؤُمُّون الناس ولو كانوا أطفالاً، والمقتدون من ورائهم كانوا شيوخاً؛ لأن العبرة بالحافظ وليس بالعالم.
ولذلك: أنا كثيراً وترونني قد أشرفت على الثمانين أُصلي وراء الشباب؛ لأنهم أحفظ مني للقرآن تطبيقاً لقوله عليه الصلاة والسلام:«يؤم القوم أقرأهم لكتاب الله»«فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء فأكبرهم سناً» .. أين كنت أنا؟ في المرتبة الثالثة، «فإن كانوا في السِّن سواء فأقدمهم هجرة».
إذاً: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله.
فيجب أن يؤم القوم في صلاة التراويح أقرؤهم لكتاب الله.