وأنا حين أقول هذا، أعلم أنه قد يكون هناك صبيان صغار يحفظون أكثر من رجالات كبار، ولكن قد لا يُحسنون الصلاة، ويكون سلوك هذا الخط في تطبيق هذا الحديث، وسيلة شرعية لتعليم بعض هؤلاء الأطفال الحُفَّاظ كيفية الصلاة، حتى يُصَلُّوها مع الجماعة ويؤمون الناس، وبصلاة يحسنونها كما أمر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وختاماً: أُذَكِّر بحديث رجل من صغار الصحابة اسمه عمر بن أبي سلمة، أبوه أبو سلمة كان من أوائل الأنصار الذين آمنوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل هجرته عليه السلام إلى المدينة.
وكان هؤلاء الأنصار يُهاجرون بل يذهبون إلى مكة معتمرين، للقاء الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وليتلقوا منه ما قد يكون قد نزل من أحكام شرعية جديدة.
فسافر أبوه مرة، ورجع هو وجماعة من كبار الأنصار، معهم حكم جديد علمهم الرسول إياه، وهي أن يصلوا جماعة.
كانوا من قبل يُصَلُّون فرادى، فجاؤوا وهم يحملون حُكْماً جديداً وهو الصلاة مع الجماعة، وعلمهم الرسول هذا الحديث:«يؤم القوم أقرأهم لكتاب الله .. إلى آخر الحديث».
قال عمر هذا: فنظروا في المدينة، فلم يجدوا أقرأ مني، ولم يجدوا أحفظ مني، وعمره بين السابعة والتاسعة، هكذا جاءت الرواية، يعني بالكثير عمره تسع سنوات قال:«فَقَدَّموني أُصَلِّي بهم إماماً».
رِجَالات كبار بلحىً يُصَلُّوا وراء طفل صغير ابن تسع سنين بالكثير.
ومن طفولته أنه كان عليه كما جاء في الحديث شملة، يعني إزاراً من قماش ثقيل خميل.
فلما كان يسجد كان يرتفع هذا القماش من فوقه، والنساء يُصَلُّون خلف الرجال كما هي السنة فينكشف شيء من عورته.
فما كاد يُسَلِّم هذا الغلام من الصلاة، وإذ بامرأة تصيح من وراء الرجال:«استروا عنا إست إمامكم» ..