اسمعوا الحديث التالي، قال عليه الصلاة والسلام:«أول ما يحاسب العبد يوم القيامة الصلاة، فإن تمت فقد أفلح وأنجح، وإن نقصت فقد خاب وخسر» من أجل ذلك شهد الرسول عليه الصلاة والسلام لذاك السائل بأنه أفلح دخل الجنة إن صدق.
أما المسلمون اليوم -مع الأسف- أكثرهم غير صادقين حينما يُؤَدُّون الصلوات الخمس، فأكثرهم من المقصرين، وليس فقط أكثرهم من المقصرين في المحافظة على أداء الصلوات في أوقاتها، ليس هذا فقط بل تجد الذين يُحافظون على هذه الصلوات في أوقاتها يكتفون على هذه المحافظة، بينما رَبُّنا عز وجل فرض عليهم محافظةً أخرى، حيث قال لهم في القرآن الكريم وبَيَّن ذلك عليه الصلاة والسلام في الأحاديث الصحيحة الكثيرة، فقال تبارك وتعالى:{وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ}[البقرة: ٤٣].
اركعوا مع الراكعين يعني: صلوها مع جماعة المسلمين، يعني: صلوها في المساجد، لا تُصَلُّوها في بيوتكم تكونون كالنساء، النساء قال عليه الصلاة والسلام في حقهن:«ائذنوا للنساء بالخروج إلى المساجد في الليل».
قال في حديث آخر:«وبيوتهن خير لهن».
فإذاً: من الذي يصلي في البيت؟ الجنس الذي تسموه اليوم الجنس اللطيف، والذي سماه الرسول عليه السلام بالقوارير، الرجال ما هو جنس لطيف، ولا هم قوارير.
فإذاً: ينبغي ألاَّ يتشبه الرجال بالنساء، ليس فقط في المظهر بل وفي المَخْبَر، وفي العمل فالنساء بيوتُهنّ خير لهن، أما الرجال فمساجدهم خير لهم؛ لذلك قال تعالى: -ليس في الآية المذكورة آنفاً تكرار، كما يظن بعض الغافلين حينما قال-: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ}[البقرة: ٤٣].
هذا ليس به تكرار، إنما في الطرف الأول من الآية فيه أمر بأداء الصلوات وإحسان أدائها بقوله:«أقيموا» أما في الفقرة الثالثة والأخيرة من الآية حينما قال: