للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسلام: «لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق، وعلى الذين يتخذون قبور أنبيائهم مساجد» على هؤلاء تقوم الساعة.

لذلك: فبناء المساجد اليوم مع كثرتها التي تُبَشِّر بخير من جانب، ولكن من حيث كيفيتها لا تبشر بخير إطلاقاً؛ لأنه لم يتوفر فيها الشرطان اللذان لا بد من أن يتحققا في العمل الصالح، الأول: أن يكون على السنة.

فهذه المساجد ليست على السنة، ثم هل قصد بانوها وجه الله عز وجل في هذا البنيان، هذا نحن نقول: الله أعلم بما في صدورهم.

لكن إذا جاز لنا أن نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر، نقول: إن هؤلاء الذين يبنون هذه المساجد وينفقون عليها الألوف، إن لم نقل الملايين يبدو والله أعلم، أقول -متحفظاً- لأني أعني ما أقول: يبدو والله أعلم أنهم كانوا غير مُخْلِصين، لماذا أتحفظ؟

لأني أضع احتمالاً وهذا الاحتمال وارد، وأقول هذا إنصافاً لهؤلاء الذين يبنون وماتوا، ولهؤلاء الذين لا يزالون ولا يزالون أحياء ما ماتوا.

أقول: ممكن أن يكونوا مخلصين، لكن وَرَّطهم بعض علماء السوء الذين لم يفهموا السنة، والذين يأتون بقياسات أشبه بقياس إبليس، حينما قال لربه وقد أمره أن يسجد: {قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا} [الإسراء: ٦١]

هم يقولون: نحن نُزَخْرِف اليوم بيوتنا، فبيوت الله تبارك وتعالى أولى أن تزخرف، يمكن أن يكون في هؤلاء الذين ينفقون هذه الأموال الطائلة في بناء هذه المساجد على خلاف السنة، أن يكونوا قد غُرِّر بهم وضُلِّلوا وتوهموا فعلاً أن هذا من الأعمال التي تقربهم إلى الله زلفى.

وسواء كان هذا أو ذاك، فالحقيقة أن أحلاهما مر سواء كانوا غير مخلصين، أو كانوا مخلصين ولكن كان عملهم ليس على السنة.

إذاً: هذه الأموال الطائلة ذهبت هباءً منثوراً.

<<  <  ج: ص:  >  >>