أمرت بتشييد المساجد، قال: لتُزَخْرِفُنَّها كما زخرفت اليهود والنصارى»
وهذه نبوءة قد تحققت من زمن بعيد وبعيد جداً، لكنها مع الأسف الشديد في هذا الزمن الذي تَفَنَّن فيه الكفار بزخرفة دنياهم، وقَلَّدهم كثير من المسلمين، فقد تفننوا تفنناً لا حدود له في زخرفة المساجد، كما أنتم تشاهدون، ولست بحاجة إلى ضرب الأمثلة.
ولكن ما بالكم أن المسجد النبوي الذي قال فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - حديث ابن عباس هذا:«ما أمرت بتشييد المساجد» هو الآن يُشَيَّد كيف؟ تقليداً لليهود والنصارى، كما قال ابن عباس:«لتُزَخْرِفُنَّها كما زخرفت اليهود والنصارى»
لقد جاء في صحيح البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها، أن أم سلمة وأم حبيبة رضي الله تعالى عنهما، وهما من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - كما تعلمون لما رجعتا من الحبشة، ذكرتا كنيسةً رأتاها في الحبشة «وذكرتا» هنا الشاهد: «من حسنٍ وتصاوير فيها» فقال عليه الصلاة والسلام، تأملوا يا إخواننا كيف أن هذه الأخبار اليوم تطبق من المسلمين، تقليداً منهم للكافرين، كما لو كان الرسول عليه السلام أمرهم بذلك، بل لو أمرهم بذلك ما فعلوا ولا استجابوا، «فذكرتا من حسنٍ وتصاوير فيها» فقال عليه الصلاة والسلام: «أولئك كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بنو على قبره مسجداً وصَوَّرا فيه تلك التصاوير، أولئك شرار الخَلْقِ عند الله يوم القيامة».
الآن المسلمون .. أمام الزخارف فهذه حَدِّث كما يقال ولا حرج، وهناك بعض المساجد يبنيها المنفقون عليها، وقد أوصوا أن يدفنوا فيها! هذا كما لو كان الرسول أمر بذلك بل إنه كما سمعتم في حديث عائشة المذكور آنفاً وفي أحاديث أخرى، حذر أشد التحذير من بناء المساجد على القبور، ومن ذلك حديث عائشة الآخر:«لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد».
وهناك أكثر من عشرة أحاديث، كلها تُدَنْدِن حول لعن المتخذين للمساجد على القبور، وحديث منها على الأقل يتعلق بهذه الأمة، حيث قال عليه الصلاة