للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فحينما قال: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأتموا والشهر ثلاثين يوماً».

فهو خاطب المسلمين الذين هم على فطرتهم، ولو كانوا أُمِّيين غير مثقفين وغير متعلمين، وهذا من تأكيد رب العالمين لعمومية الإسلام، وأنه صالح أن يُطَبَّق في كل زمان وفي كل مكان.

«فصوموا لرؤيته» يستطيع أن يُطَبِّقه كل شعب، مهما كانت ثقافته، مهما كانت أميته، لأنه أعاد الأمر إلى الرؤية البصرية، أما إذا أُعيد الأمر إلى الرؤية العلمية، فسيصبح هذا الأمر مُعَلَّقاً بأفراد من الناس، ثم يا تُرى هؤلاء الأفراد هل يُشْتَرط فيهم ما يشترطه الفقهاء كلهم في الشاهد، إذا ادَّعى أنه رأى الهلال أن يكون عدلاً، أم يكون عالماً بالفلك، من الذي سَيَحْكُم عليه أنه أنت تُقْبَل شهادتك أو ما تقبل شهادته، وبخاصة أن شهادته قائمة على العلم وهو يَدَّعيه، ولا يستطيع كل الجمهور أن يشاركه فيه.

وأنا أفهم والله أعلم أنه هو الحق، أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، حينما قال: «نحن أمّة أمية، لا نَكْتُب ولا نحسب».

لا يعني أنه يفرض على الأمة المسلمة أن يظلوا بجهلٍ بالكتابة والقراءة ونحو ذلك، وإنما هو طبعهم بالأُمِّية فيما يتعلق بهذا الحكم المتعلق بالرؤية البصرية قال: » نحن أمة أمية، لا نكتب ولا تحسب الشهر هكذا وهكذا وهكذا، والشهر هكذا وهكذا وهكذا» أي تارة ثلاثون، وتارة تسع وعشرون.

هنا عبرة في الواقع، ما هي الغاية التي يحرص عليها هؤلاء الفلكيون حينما يرفعون رؤوسهم مع عشيرتهم، أنه يجب أن نحكم بعلم الفلك؛ لأن الرؤية البصرية قد تخطئ، ما هي الغاية؟

يقولون قضاءً على الخلاف الواقع بين الشعوب المسلمة، أنا أعتقد أنه في هذا الطلب وهو تحكيم العلم الفلكي، فسيظل الخلاف قائماً، على الأقل أنه سيقال يُرى القمر في البلد الفلاني، ولا يرى في البلد الفلاني، وهم يُجْمِعون على مثل هذه.

<<  <  ج: ص:  >  >>