الآن كيف يُقْبل سواد الليل من هاهنا .. «وأدبر النهار من هاهنا» أيضاً: الضوء .. ضوء النهار يدبر ويولي من هاهنا .. «وغربت الشمس، فقد أفطر الصائم».
هنا يرد شبهة -خاصة في بعض المدن- يقولون: الاحتياط جيد، نقول: الاحتياط غير الوسوسة، وغير تَعَمُّد مخالفة الشريعة .. الشرع جاء على لسانه عليه الصلاة والسلام قوله الصحيح الصريح:«لا تزال أمتي بخير ما عَجَّلوا الفطر» جاء في حديث في صحيح البخاري: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في سفر، لما غربت الشمس أمر أحد أصحابه أن يؤذن وأن يُهَيئ الإفطار فقال رجل: يا رسول الله! النهار، قال: انزل واجْذَح» أي: هيئ الإفطار، فأفطر الرسول عليه السلام مجرد أن غربت الشمس؛ حتى قال الراوي: لو أن أحدنا ركب ناقته لرأى الشمس، يعني: لو ارتفع قليلاً لرأى الشمس.
فإذاً هنا: الاحتياط ضد الشرع .. خلاف الشرع ..
المهم: أن يتأكد المسلم من غروب الشمس بطريقة أو بأخرى، وأقوى هذه الطرق هي الرؤية العينية، وبعدها الخبر الصحيح ممن رأى الشمس.
أما الآن فلا شيء من ذلك إطلاقاً إلا التوقيت الفلكي، وهذا التوقيت الفلكي كرؤية الهلال الفلكية كلاهما يخالف الشريعة الإسلامية.
فكما لا يجوز الدخول أو إثبات هلال رمضان بعلم الفلك إلا بالرؤية العينية، كذلك لا يجوز إثبات وقت الإفطار أو أيَّ وقت من الأوقات الخمسة إلا بالرؤية البصرية هذه؛ ذلك حكم الله، وتلك حدود الله فلا تعتدوها.
مداخلة: طيب شيخنا! أين هنا موضع .. يعني: ما يدور في أذهان بعض إخواننا القاعدة التي أشرتم إليها قبل قليل: «درء المفاسد مُقَدَّم على جلب المصالح» .. أن بعض الناس يعني: اعتادوا على غير ذلك .. يعني: الخروج عن المألوف شيء صعب، فمُصَادّة هؤلاء مباشرة كما سأل بعض الإخوة، يعني: كيف تنصحون هؤلاء؟
الشيخ: بنشر العلم الصحيح، واهتبال الفرص كهذه الفرصة.